فصل ولا ينبغي ان يخلو للانسان مجلس عن ذكر الله ويقوم منه بغير ذكر.
وروى أبو بصير عن أبي عبد الله عليه السلام: ما اجتمع قوم في مجلس لم يذكروا الله لم يذكرونا الا كان ذلك المجلس حسرة عليهم يوم القيامة، ثم قال أبو جعفر عليه السلام: ان ذكرنا من ذكر الله وذكر عدونا من ذكر الشيطان (1).
وعنه عليه السلام من أراد ان يكتال بالمكيال الا وفى فليقل إذا أراد القيام من مجلسه (سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين) (2).
وروى الحسن بن أبي الحسن الديلمي عن النبي صلى الله عليه وآله ان الملائكة يمرون على حلق الذكر، فيقومون على رؤوسهم ويبكون لبكائهم ويأمنون لدعائهم، فإذا صعدوا السماء يقول الله تعالى: يا ملائكتي أين كنتم؟ وهو أعلم فيقولون: يا ربنا انا حضرنا مجلسا من مجالس الذكر فرأينا أقواما يسبحونك ويمجدونك ويقدسونك ويخافون نارك فيقول الله سبحانه: يا ملائكتي ازووها عنهم وأشهدكم انى قد غفرت لهم وآمنتهم مما يخافون، فيقولون ربنا: ان فيهم فلانا وانه لم يذكرك فيقول: قد غفرت له بمجالسته لهم فان الذاكرين من لا يشقى بهم جليسهم.
فصل ويتأكد استحباب الذكر إذا كان في الغافلين تحصينا من قارعة ينزل بهم فينجوا بذكره ولعلهم ينجون به.