رهينة " فلما اتاهم أمير المؤمنين عليه السلام فاستعطفهم فأبوا إلا قتاله. وتنادوا أن دعوا مخاطبة علي وأصحابه وبادروا الجنة وصاحوا الرواح الرواح إلى الجنة، وأمير المؤمنين يعبئ أصحابه ونهاهم أن يتقدم إليهم أحد، فكان أول من خرج اخنس بن العيزار الطائي وجعل يقول:
ثمانون من حيى جديلة قتلوا * على النهر كانوا يخضبون العواليا ينادون لا حكم إلا لربنا * حنانيك فاغفر حوبنا والمساويا هم فارقوا من جار في الله حكمه * فكل على الرحمن أصبح ثاويا فقتله أمير المؤمنين عليه السلام. وخرج عبد الله بن وهب الراسبي يقول:
انا ابن وهب الراسبي الشاري * اضرب في القوم لاخذ الثار حتى تزول دولة الأشرار * ويرجع الحق إلى الأخيار وخرج مالك بن الوضاح وقال:
اني لبايع ما يفنى بباقية * ولا يريد لدى الهيجاء تربيضا وخرج إلى أمير المؤمنين عليه السلام الوضاح بن الوضاح من جانب وابن عمه حرقوص من جانب فقتل الوضاح وضرب ضربة على رأس الحرقوص فقطعه ووقع رأس سيفه على الفرس فشرد وأرجله في الركاب حتى أوقعه في دولاب خراب فصارت الحرورية كرماد اشتدت به الريح في يوم عاصف.
فكان المقتولون من أصحاب علي عليه السلام: رؤبة بن وبر البجلي ورفاعة بن وايل الأرحبي والعياض بن خليل الأزدي وكيسوم بن سلمة الجهني وحبيب بن عاصم الأزدي إلى تمام تسعة، وانفلت من الخوارج تسعة كما تقدم ذكره، وكان ذلك لتسع خلون من صفر سنة ثمان وثلاثين وقال العوني:
ولم ينصرم عن ذلك الجيش ساعة * إلى أن غدا فلا دم القوم ضايعا وسد بقتلى كفه دون غيره * من البصرة الغراء دون الشوارعا فأودع في أبياتهم ودؤرهم * رماحا وأسيافا وبئست ودايعا وقال الحميري:
خوارج فارقوه بنهروان * على تحكيمه الحسن الجميل على تحكيمه فعموا وصموا * كتاب الله في فم جبرئيل فمالوا جانبا وبغوا عليه * فما مالوا هناك إلى مميل