مناقب آل أبي طالب - ابن شهر آشوب - ج ٢ - الصفحة ٣٧٠
فقال الله ورسوله. فقال: النبي احكم أموره ودخل بين حدوده أم لا؟ قال: بلى قال: فالنبي بقي في دار الاسلام أم ارتحل؟ قال: بل ارتحل. قال: فأمور الشرع ارتحلت معه أم بقيت بعده؟ قال بل بقيت. قال: وهل قام أحد بعده بعمارة ما بناه؟
قال: نعم الذرية والصحابة قال: أفعمروها أو خربوها؟ قال: بل عمروها قال: فالآن هي معمورة أم خراب؟ قال بل خراب. قال: خربها ذريته أم أمته؟
قال: بل أمته. قال: وأنت من الذرية أو من الأمة؟ قال: من الأمة. قال:
أنت من الأمة وخربت دار الاسلام فكيف ترجو الجنة؟ وجرى بينهم كلام كثير فحضر أمير المؤمنين عليه السلام في مائة رجل، فلما قابلهم خرج ابن الكواء في مائة رجل. فقال عليه السلام: أنشدكم الله هل تعلمون حيث رفعوا المصاحف؟ فقلتم نجيبهم إلى كتاب الله، فقلت لكم اني اعلم بالقوم منكم (وذكر مقاله) إلى أن قال:
فلما أبيتم إلا الكتاب أشرطت على الحكمين ان يحييا ما أحيى القرآن وان يميتا ما أمات القرآن فان حكما بحكم القرآن فليس لنا ان نخالف حكمه وإن أبيا فنحن منه برآء.
فقالوا له: أخبرنا أتراه عدلا تحكيم الرجال في الدماء؟ فقال: إنا لسنا الرجال حكمنا وإنما حكمنا القرآن والقرآن إنما هو خط مسطور بين دفتين لا ينطق إنما يتكلم به الرجال، قالوا: فأخبرنا عن الأجل لم جعلته فيما بينك وبينهم؟ قال ليعلم الجاهل ويثبت العالم ولعل الله يصلح في هذه المدة لهذه الأمة. وجرت بينهم مخاطبات فجعل بعضهم يرجع فأعطى أمير المؤمنين عليه السلام راية الأمان مع أبي أيوب الأنصاري، فناداهم أبو أيوب: من جاء إلى هذه الراية أو خرج من بين الجماعة فهو آمن. فرجع منهم ثمانية آلاف رجل، فأمرهم أمير المؤمنين عليه السلام ان يتميزوا منهم، وأقام الباقون على الخلاف وقصدوا إلى النهروان فخطب أمير المؤمنين (ع) واستنفرهم فلم يجيبوه فتمثل.
أمرتكم أمري بمنعرج اللوى * فلم تستبينوا النصح إلا ضحي الغد ثم استنفرهم فنفر ألفا رجل يقدمهم عدي بن حاتم وهو يقول:
إلى شر خلق من شراة تحزبوا * وعادوا إله الناس رب المشارق فوجه أمير المؤمنين عليه السلام نحوهم وكتب إليهم على يدي عبد الله بن أبي عقب وفيها: والسعيد من سعدت به رعيته والشقي من شقيت به رعيته وخير الناس خيرهم لنفسه وشر الناس شرهم لنفسه وليس بين الله وبين أحد قرابة " وكل نفس بما كسبت
(٣٧٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 365 366 367 368 369 370 371 372 373 374 375 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 (باب ما تفرد من مناقبه (ع)) منزلته عند الميزان والكتاب والحساب 4
2 في انه عليه السلام جواز الصراط وقسيم الجنة والنار 6
3 فصل: في انه الساقي والشفيع 12
4 فصل: في القرابة 17
5 في قرابته (ع) برسول الله (ص) 19
6 فصل: في آثار حمله وكيفية ولادته 20
7 فصل: في الطهارة والرتبة 24
8 طهارته وعصمته عليه السلام 25
9 فصل: في المصاهرة مع النبي (ص) 29
10 فصل: في الأخوة 32
11 فصل: في الجوار وسد الأبواب 36
12 فصل: في الأولاد 41
13 فصل: في المشاهد 44
14 فصل: في ظلامة أهل البيت (ع) 47
15 فصل: في مصائب أهل البيت (ع) 51
16 فصل: في الاختصاص بالنبي (ص) 58
17 (باب ذكره عند الخالق وعند المخلوقين) فصل: في تحف الله عز وجل له 69
18 فصل: في محبة الملائكة إياه 73
19 فصل: في مقاماته مع الأنبياء والأوصياء عليهم السلام 83
20 فصل: في أحواله مع إبليس وجنوده 86
21 فصل: في ذكره في الكتب 90
22 اخباره " ع " بالغيب 94
23 اخباره بالمنايا والبلايا 105
24 فصل: في إجابة دعواته 112
25 فصل: في نواقض العادات منه 120
26 فصل: في معجزاته في نفسه " ع " 128
27 فصل: في انقياد الحيوانات له " ع " 133
28 انقياد الجن له عليه السلام 137
29 انقياد الحيوانات له (ع) 140
30 طاعة الجمادات له " ع " 143
31 أموره مع المرضى والموتى 159
32 فصل: فيمن غير الله حالهم وهلكهم ببغضه عليه السلام 166
33 فصل: فيما ظهر بعد وفاته 170
34 (باب قضايا أمير المؤمنين عليه السلام) قضايا أمير المؤمنين في حال حيوة رسول الله " ص " 176
35 في قضاياه في عهد أبي بكر 178
36 فصل: في قضاياه في عهد عمر 181
37 فصل: في ذكر قضاياه في عهد عثمان 192
38 قضاياه فيما بعد بيعة العامة 194
39 قضاياه في خلافته عليه السلام 196
40 باب النصوص على امامة (ع) فصل: في قوله تعالى (انما وليكم الله ورسوله) الخ 208
41 تصدقه عليه السلام بالخاتم 211
42 في قوله تعالى: والنجم إذا هوى 215
43 في معنى قوله تعالى أطيعوا الله) الخ 217
44 في حديث: أنت مني بمنزلة هارون من موسى 220
45 قصة يوم الغدير والتصريح بولايته 222
46 فصل: في انه أمير المؤمنين والوزير والأمين 252
47 فيما ورد في قصة يوم الغدير 253
48 في انه عليه السلام أحب الخلق إلى الله تعالى 257
49 (باب تعريف باطنه (ع)) فصل: في انه أحب الخلق إلى الله والى رسوله 258
50 في انه الخليفة والامام والوارث 264
51 فصل: في انه خير الخلق بعد النبي (ص) 265
52 في انه السبيل والصراط المستقيم 270
53 فصل في انه حبل الله والعروة الوثقى وصالح المؤمنين والاذن الواعية والنبأ العظيم 273
54 في انه النور والهدى 278
55 في انه الشاهد والشهيد 283
56 في انه الصديق والفاروق 287
57 في انه سيجعل لهم الرحمن ودا 288
58 في انه الايمان والاسلام 290
59 فصل: في انه حجة الله وذكره وآيته وفضله ورحمته ونعمته 292
60 في انه الرضوان والاحسان والجنة والفطرة ودابة الأرض 295
61 في انه المعنى بالاحسان 298
62 في تسميته (ع) بعلي والمرتضى وحيدرة وأبي تراب 301
63 (باب مختصر من مغازيه (ع)) فصل: فيما ظهر منه " ع " في يوم أحد 314
64 فصل: في مقامه " ع " في غزوة خيبر 318
65 فصل: فيما ظهر منه " ع " في حرب الجمل 334
66 فصل: في الحكمين والخوارج 363
67 في نتف من مزاحه عليه السلام 376