وقال الحميري:، إني أدين بما دان الوصي به * يوم الخريبة من قتل المخلينا وما به دان يوم النهر دنت به * وبايعت كفه كفي بصفينا في سفك ما سفكت فيها إذا حضروا * وأبرز الله للقسط الموازينا تلك الدماء معا يا رب في عنقي * ثم اسقني مثلها آمين آمينا وله أيضا:
ومارقة في دينهم فارقوا الهدى * ولم يأتلوا بغيا عليه وحكموا سطوا بابن خباب والقى بنفسه * وقتل ابن خباب عليهم محرم فلما أبوا في الغي إلا تماديا * سما لهم عبل الذراعين ضيغم فأضحوا كعاد أو ثمود كأنما * تساقوا عقارا أسكرتهم فنوموا محمد بن عبد الله الرعيني باسناده عن علي عليه السلام أنه قال: لما انصرف الناس من صفين خاض الناس في امر الحكمين، فقال بعض الناس ما يمنع أمير المؤمنين (ع) من أن يأمر بعض أهل بيته فيتكلم؟ فقال للحسن قم يا حسن فقل في هذين الرجلين عبد الله بن قيس وعمرو بن العاص، فقام الحسن عليه السلام فقال:
أيها الناس انكم قد أكثرتم في امر عبد الله بن قيس وعمرو بن العاص فإنما بعثا ليحكما بكتاب الله فحكما بالهوى على الكتاب ومن كان هكذا لم يسم حكما ولكنه محكوم عليه وقد أخطأ عبد الله بن قيس في أن أوصى إلى عبد الله بن عمر فأخطأ في ذلك في ثلاث خصال: في أن أباه لم يرضه لها وفي أنه لم يستأمره وفي انه لم يجتمع عليه المهاجرون والأنصار الذين نفذوها لمن بعده وإنما الحكومة فرض من الله وقد حكم رسول الله صلى الله عليه وآله سعدا في بني قريظة فحكم فيهم بحكم الله لا شك فيه فنفذ رسول الله حكمه ولو خالف ذلك لم يجزه ثم جلس ثم قال علي عليه السلام لعبد الله بن العباس قم فتكلم فقام وقال:
أيها الناس إن للحق اهلا أصابوه بالتوفيق والناس بين راض وراغب عنه وإنما بعث عبد الله بن قيس لهدى إلى ضلالة وبعث عمرو بن العاص لضلالة إلى الهدى فلما التقيا رجع عبد الله عن هداه وثبت عمرو على ضلالته والله لئن حكما بالكتاب لقد حكما عليه وإن كانا حكما بما اجتمعا عليه معا ما اجتمعا على شئ وإن كانا حكما بما سارا إليه، لقد سار عبد الله وامامه علي، وسار عمرو وامامه معاوية، فما بعد هذا