فتن إذا نزلت بساحة أمة * أذنت بعدل بينهم متنفل فتقدمت عائشة إلى الحوأب وهو ماء نسب إلى الحوأب بنت كليب بن وبرة فصاحت كلابها فقالت إنا لله وإنا إليه راجعون ردوني.
ذكر الأعثم في الفتوح والماوردي في اعلام النبوة وشيرويه في الفردوس وأبو يعلى في المسند وابن مردويه في فضايل أمير المؤمنين والموفق في الأربعين وشعبة والشعبي وسالم بن أبي الجعد في أحاديثهم والبلاذري والطبري في تأريخهما: ان عائشة لما سمعت نباح الكلاب قالت أي ماء هذا؟ فقالوا الحوأب. قالت إنا لله وإنا إليه راجعون اني لهيته قد سمعت رسول الله وعنده نساؤه يقول: ليت شعري أيتكن تنبحها كلاب الحوأب؟ وفي رواية الماوردي: أيتكن صاحبة الجمل الأريب تخرج فتنبحها كلاب الحوأب يقتل من يمينها ويسارها قتلى كثير وتنجو بعد ما كاد تقتل؟
قال الحميري:
تهوى من البلد الحرام فنبهت * بعد الهد وكلاب أهل الحوأب يحدو الزبير بها وطلحة عسكر * يا للرجال لرأي أم مشجب ذئبان قادهما الشقاء وقادها * للخير فاقتحما بها في منشب يا للرجال لرأى أم قادها * ذئبان يكتنفانها في أذؤب أم تدب إلى ابنها ووليها * بالمؤذيات له دبيب العقرب وله أيضا:
أعائش ما دعاك إلى قتال * الوصي وما عليه تنقمينا أ لم يعهد إليك الله إلا * تري أبدا من المتبرجينا وأن ترخي الحجاب وأن تقري * ولا تتبرجي للناظرينا وقال لك النبي أيا حميرا * سيبدي منك فعل الحاسدينا وقال ستنبحين كلاب قوم * من الاعراب والمتعربينا وقال ستركبين على خدب * يسمى عسكرا فتقالينا فخنت محمدا في أقربيه * ولم ترع له القول الوضينا وقال غيره:
وأقبلت في بقايا السيف يقدمها * إلى الخريبة شيخاها المضلان