مناقب آل أبي طالب - ابن شهر آشوب - ج ٢ - الصفحة ١٢٢
ثم أم غانم الاعرابية اليمانية وختم في حصاتها أمير المؤمنين، وذلك مثل ما رويتم ان سليمان كان يختم على النحاس للشياطين وعلى الحديد للجن فكان كل من رأى برقه اطاعه.
أبو سعيد الخدري وجابر الأنصاري و عبد الله بن عباس في خبر طويل أنه قال خالد بن الوليد: اتى الأصلع يعني عليا عند منصرفي من قتال أهل الردة في عسكري وهو في أرض له وقد ازدحم الكلام في حلقه كهمهمة الأسد وقعقعة الرعد فقال لي: ويلك أكنت فاعلا؟ فقلت أجل، فاحمرت عيناه وقال: يا بن اللخناء أمثلك يقدم على مثلي أو يجسر ان يدير اسمي في لهواته، في كلام له ثم قال: فنكسني والله عن فرسي ولا يمكنني الامتناع منه فجعل يسوقني إلى رحى للحارث بن كلدة ثم عمد إلى قطب الرحى الحديد الغليظ الذي عليه مدار الرحى فمده بكلتا يديه ولواه في عنقي كما يتفتل الأديم وأصحابي كأنهم نظروا إلى ملك الموت فأقسمت عليه بحق الله ورسوله فاستحيى وخلى سبيلي، قالوا: فدعا أبو بكر جماعة من الحدادين فقالوا: ان فتح هذا القطب لا يمكننا إلا أن نحميه بالنار، فبقي في ذلك أياما والناس يضحكون منه فقيل: ان عليا جاء من سفره، فأتى به أبو بكر إلى علي يشفع إليه في فكه فقال علي:
انه لما رأى تكاثف جنوده وكثرة جموعه أراد ان يضع مني في موضعي فوضعت منه عندما خطر بباله وهمت به نفسه، ثم قال: واما الحديد الذي في عنقه فلعله لا يمكنني في هذا الوقت فكه، فنهضوا بأجمعهم فأقسموا عليه فقبض على رأس الحديد من القطب فجعل يفتل منه يمينه شبرا شبرا فيرمي به، وهذا كقوله تعالى (وألنا له الحديد ان اعمل سابغات وقدر في السرد).
ابن عباس وسفيان بن عيينة والحسن بن صالح ووكيع بن الجراح وعبيدة بن يعقوب الأسدي، وفي حديث غيرهم: لا يفعل خالد ما امرته، وفي حديث أبي ذر: ان أمير المؤمنين اخذ بإصبعه السبابة والوسطى فعصره عصرة فصاح خالد صيحة منكرة واحدث في ثيابه وجعل يضرب وجعل يضرب برجليه.
وفي رواية عمار: فجعل يقمص قماص البكر فإذا له رغاء وساغ ببوله في المسجد وروي في كتاب البلاذري ان أمير المؤمنين اخذه بإصبعيه السبابة والوسطى في حلقه وشاله بهما بهما وهو كالبعير عظما وضرب به الأرض فدق عصعصه واحدث مكانه أهل السير عن حبيب بن الجهم وأبي سعيد التميمي والنطنزي في الخصايص والأعثم في الفتوح والطبري في كتاب الولاية باسناد له عن محمد بن القاسم الهمداني
(١٢٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 117 118 119 120 121 122 123 124 125 126 127 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 (باب ما تفرد من مناقبه (ع)) منزلته عند الميزان والكتاب والحساب 4
2 في انه عليه السلام جواز الصراط وقسيم الجنة والنار 6
3 فصل: في انه الساقي والشفيع 12
4 فصل: في القرابة 17
5 في قرابته (ع) برسول الله (ص) 19
6 فصل: في آثار حمله وكيفية ولادته 20
7 فصل: في الطهارة والرتبة 24
8 طهارته وعصمته عليه السلام 25
9 فصل: في المصاهرة مع النبي (ص) 29
10 فصل: في الأخوة 32
11 فصل: في الجوار وسد الأبواب 36
12 فصل: في الأولاد 41
13 فصل: في المشاهد 44
14 فصل: في ظلامة أهل البيت (ع) 47
15 فصل: في مصائب أهل البيت (ع) 51
16 فصل: في الاختصاص بالنبي (ص) 58
17 (باب ذكره عند الخالق وعند المخلوقين) فصل: في تحف الله عز وجل له 69
18 فصل: في محبة الملائكة إياه 73
19 فصل: في مقاماته مع الأنبياء والأوصياء عليهم السلام 83
20 فصل: في أحواله مع إبليس وجنوده 86
21 فصل: في ذكره في الكتب 90
22 اخباره " ع " بالغيب 94
23 اخباره بالمنايا والبلايا 105
24 فصل: في إجابة دعواته 112
25 فصل: في نواقض العادات منه 120
26 فصل: في معجزاته في نفسه " ع " 128
27 فصل: في انقياد الحيوانات له " ع " 133
28 انقياد الجن له عليه السلام 137
29 انقياد الحيوانات له (ع) 140
30 طاعة الجمادات له " ع " 143
31 أموره مع المرضى والموتى 159
32 فصل: فيمن غير الله حالهم وهلكهم ببغضه عليه السلام 166
33 فصل: فيما ظهر بعد وفاته 170
34 (باب قضايا أمير المؤمنين عليه السلام) قضايا أمير المؤمنين في حال حيوة رسول الله " ص " 176
35 في قضاياه في عهد أبي بكر 178
36 فصل: في قضاياه في عهد عمر 181
37 فصل: في ذكر قضاياه في عهد عثمان 192
38 قضاياه فيما بعد بيعة العامة 194
39 قضاياه في خلافته عليه السلام 196
40 باب النصوص على امامة (ع) فصل: في قوله تعالى (انما وليكم الله ورسوله) الخ 208
41 تصدقه عليه السلام بالخاتم 211
42 في قوله تعالى: والنجم إذا هوى 215
43 في معنى قوله تعالى أطيعوا الله) الخ 217
44 في حديث: أنت مني بمنزلة هارون من موسى 220
45 قصة يوم الغدير والتصريح بولايته 222
46 فصل: في انه أمير المؤمنين والوزير والأمين 252
47 فيما ورد في قصة يوم الغدير 253
48 في انه عليه السلام أحب الخلق إلى الله تعالى 257
49 (باب تعريف باطنه (ع)) فصل: في انه أحب الخلق إلى الله والى رسوله 258
50 في انه الخليفة والامام والوارث 264
51 فصل: في انه خير الخلق بعد النبي (ص) 265
52 في انه السبيل والصراط المستقيم 270
53 فصل في انه حبل الله والعروة الوثقى وصالح المؤمنين والاذن الواعية والنبأ العظيم 273
54 في انه النور والهدى 278
55 في انه الشاهد والشهيد 283
56 في انه الصديق والفاروق 287
57 في انه سيجعل لهم الرحمن ودا 288
58 في انه الايمان والاسلام 290
59 فصل: في انه حجة الله وذكره وآيته وفضله ورحمته ونعمته 292
60 في انه الرضوان والاحسان والجنة والفطرة ودابة الأرض 295
61 في انه المعنى بالاحسان 298
62 في تسميته (ع) بعلي والمرتضى وحيدرة وأبي تراب 301
63 (باب مختصر من مغازيه (ع)) فصل: فيما ظهر منه " ع " في يوم أحد 314
64 فصل: في مقامه " ع " في غزوة خيبر 318
65 فصل: فيما ظهر منه " ع " في حرب الجمل 334
66 فصل: في الحكمين والخوارج 363
67 في نتف من مزاحه عليه السلام 376