طاوى المصير على العزاء منجرد * بالقوم ليلة لا ماء ولا شجر (1) لا يصعب الأمر إلا ريث يركبه * وكل أمر سوى الفحشاء يأتمر معنى - لا يصعب الأمر - أي لا يجده صعبا لا يتأري لما في القدر يرقبه * ولا يعض على شرسوفه الصفر (2)
(١) - الطوى - الجوع وفعله من باب فرح وطوى بالفتح يطوى بالكسر طيا إذا تعمد الجوع - والمصير - المعا الرقيق وجمعه مصران كرغيف ورغفان وجمع هذا مصارين أراد طاوى البطن - العزاء - بفتح العين المهملة وتشديد الزاي المعجمة الشدة والجهد وقال في الصحاح هي السنة الشديدة - والمتجرد - المتشمر. وقوله - ليلة لا ماء ولا شجر - أي يرعى وزاد عبد القادر البغدادي هنا بيتا وهو لا يهتك الستر عن أنثى يطالعها * ولا يشد إلى جاراته النظر ومعناه انه لا ينظر إلى جارته ولا يشد إليهن النظر من غيره احتراما له والله أعلم (٢) - يتأرى - لا يتحبس ويتلبث يقال تأري بالمكان إذا أقام فيه أي لا يتلبث لادراك طعام القدر وجملة - يرقبه - حال من المستتر في يتأري. يمدحه بأن همته ليست في المطعم والمشرب وإنما همته في طلب المعالي فليس يرقب نضج ما في القدر إذا هم بأمر له شرف بل يتركها ويمضى - والشرسوف - طرف الضلع - والصفر - دويبة مثل الحية تكون في البطن تعترى من به شدة الجوع. قال في النهاية في حديث لا عدوى ولا هامة ولا صفر لان العرب كانت تزعم أن في البطن حية يقال لها الصفر تصيب الانسان إذا جاع وتؤذيه فأبطل الاسلام ذلك وقيل أراد به النبي صلى الله عليه وسلم النسئ الذي كانوا يفعلونه في الجاهلية وهو تأخير المحرم إلى صفر ويجعلون صفرا هو الشهر الحرام انتهى ولم يرد الشاعر ان في جوفه صفرا لا يعض على شراسيفه وإنما أراد انه لا صفر في جوفه فيعضه يصفه بشدة الخلق وصحة البلية