فأظلم على ما بيني وبين عبد الملك ولم أصبر أن قلت ومن هذا يا أمير المؤمنين الذي يزعم أنه أشعر الناس فعجب عبد الملك من عجلتي قبل أن يسألني عن حالي ثم قال هذا الأخطل قلت يا أخطل أشعر منك الذي يقول هذا غلام حسن وجهه * مقتبل الخير سريع التمام للحارث الأكبر والحارث * الأصغر والحارث خير الأنام خمسة آباؤهم ما هم هم * خير من يشرب صوب الغمام (1) فقال عبد الملك ردها على فرددتها حتى حفظها فقال الأخطل من هذا يا أمير المؤمنين فقال هذا الشعبي قال صدق والله النابغة أشعر منى. قال الشعبي ثم أقبل على عبد الملك فقال كيف أنت يا شعبي قلت بخير لا زلت به ثم ذهبت لأصنع معاذيري لما كان من خلافي على الحجاج مع عبد الرحمن بن محمد الأشعث فقال مه فإنا لا نحتاج إلى هذا المنطق ولا تراه منافى قول ولا فعل حتى تفارقنا ثم أقبل على فقال في النابغة قلت يا أمير المؤمنين قد فضله عمر بن الخطاب في غير موطن على جميع الشعراء وذاك أنه خرج يوما وببابه وفد غطفان فقال يا معاشر غطفان أي شعرائكم الذي يقول حلفت فلم أترك لنفسك ريبة * وليس وراء الله للمرء مذهب ألم تر أن الله أعطاك سورة * ترى كل ملك دونها يتذبذب لأنك شمس والملوك كواكب * إذا طلعت لم يبد منهن كوكب لئن كنت قد بلغت عني خيانة * لمبلغك الواشي أغش وأكذب ولست بمستبق أخا لا تلمه * على شعث أي الرجال المهذب
(١٠٢)