فكتبتها وقمت لأنصرف فقال اقعد ثم أنشدني إلى كم تغازينى السيوف ولا أرى * مغازاتها تدعو إلي حماميا أقارع عن دار الخلود ولا أرى * بقاء على حال لمن ليس باقيا ولو قرب الموت القراع لقد أني * لموتي أن يدنو لطول قراعيا أغادى جلاد العالمين كأنني * على العسل الماذي أصبح غاديا وأدعو الكماة للنزال إذا القنا * تحطم فيما بيننا من طعانيا ولست أرى نفسا تموت وإن دنت * من الموت حتى يبعث الله داعيا فقال ابن دريد وهذا الشعر أيضا لقطرى. أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد الكاتب قال أخبرنا ابن دريد قال أخبرنا أبو حاتم قال جئت أبا عبيدة يوما ومعي شعر عروة بن الورد فقال فارغ حمل شعر فقير ليقرأ على فقير فقلت ما معي غيره فأنشدني أنت ما شئت فأنشدني يا رب ظل عقاب قد وقيت به * مهري من الشمس والأبطال تجتلد ورب يوم حمى أرعى عقوته * خيلي اقتسارا وأطراف القنا قصد ويوم لهو لأهل الخفض ظل به * لهوى اصطلاء الوغا إذ ناره تقد مشهرا موقفي والحرب كاشفة * عنها القناع وبحر الموت يطرد ورب هاجرة تغلى مراجلها * صخرتها بمطايا غارة تخد تجتاب أودية الأفراع آمنة * كأنها أسد يقتادها أسد فإن أمت حتف نفسي لا أمت كمدا * على الطعان وقصر العاجز الكمد ولم أقل لم أساق القتل شاربه * في كأسه والمنايا ترع ورد
(٩٠)