شئ واحد وإنما أرادت مهزول كريمة أفعاله أو كريم آباؤه وأسلافه وقد قال ابن عبدل الأسدي وإني لأستغني فما أبطر الغنى * وأبذل ميسوري لمن يبتغي قرضي واعسر أحيانا فتشتد عسرتي * وأدرك ميسور الغنى ومعي عرضى ولا يليق ذلك إلا بما ذكرناه. [قال الشريف المرتضى] رضي الله عنه وجدت أبا بكر ابن الأنباري قد رد على ابن قتيبة قوله هذا وطعن على ما احتج به فقال في الحديث المروى عنه عليه الصلاة والسلام في وصف أهل الجنة ان المراد بالاعراض مغابن الجسد. وحكى عن الأموي أنه قال الاعراض المغابن التي تعرق من الجسد نحو الإبطين وغيرهما وقال في حديث أبي الدرداء معناه من عابك وذكر أسلافك فلا تجازه ليكون الله تعالى هو المثيب لك. وقال في قول أبي ضمضم معناه انه أحل من أوصل إليه أذى بذكره وذكر آبائه فلا يحل إلا من أمره إليه. وقال في قول حسان المراد بعرضه أيضا أسلافه فكأنه قال إن أبي ووالده وجميع أسلافي الذين أمدح وأذم من جهتهم وقال له عليه الصلاة والسلام فأتى بالعموم بعد الخصوص كما قال الله تعالى (ولقد آتيناك سبعا من المثاني والقرآن العظيم) فأتي بالعموم بعد الخصوص ولم أجده ذكر في خبر سفيان بن عيينة شيئا وتأويله يقرب من تأويل خبر أبي ضمضم لأن من آذى رجلا بسبه في نفسه أو سب سلفه وأدخل عليه بذلك وضعا ونقصا لم يكن إلى ورثته بعد موته الاحلال من ذلك لأن الأذي لم يدخل عليهم ولو كان داخلا عليهم أيضا مع دخوله على المسبوب لكان إحلالهم مما يرجع إلى غيرهم لم يصح على أن الاحلال من الضرر وسقوط العوض المستحق عليه وهل يسقط باسقاط مستحقه أم لا فيه كلام ليس هذا موضعه وقد ذكرناه في مواضع. وبعد فلو سلم لابن قتيبة ان المراد بالعرض في كل المواضع التي ذكرناها النفس دون السلف أو سلم له ذلك في بيت حسان خاصة فإنه أقرب إلى أن يكون المراد به ما ذكره لم يقدح فيما ذكرناه لأنا لم نقل ان العرض مقصور على سلف الاسلام بل ذكرنا انه موضع الذم والمدح من الانسان ولا فرق
(٨٧)