وقوله تعالى (وأمطرنا عليها حجارة من سجيل منضود مسومة عند ربك). الجواب قلنا في قوله تعالى (منه شجر) وجهان. أحدهما أن يكون المراد منه سقى شجر وشرب شجر فحذف المضاف وأقيم المضاف إليه مقامه وذلك كثير في لغة العرب ومثله قوله تعالى (وأشربوا في قلوبهم العجل) أي حب العجل. والوجه الآخر أن يكون المراد ومن جهة الماء شجر ومن سقيه وإنباته شجر فحذف الأول وخلفه الثاني كما قال عوف بن الخرع أمن آل ليلى عرفت الديارا * بجنب الشقيق خلاء قفارا أي من ناحية آل ليلى. وقال زهير أمن أم أو في دمنة لم تكلم * بحومانة الدراج فالمتثلم أراد من ناحية أم أو في. وقال أبو ذؤيب أمنك البرق أرقته فهاجا * فبت إخاله دهما خلاجا . وقال أيضا أمنك برق أبيت الليل أزقبه * كأنه في اعراص الشام مصباح . وقال الجعدي لمن الديار عفون بالتهطال * بقيت على حجج خلون طوال أراد بقيت على مر حجج وتكرار حجج. فأما قوله تعالى (فيه تسيمون) فمعناه ترعون وترسلون أنعامكم يقال أسام الإبل يسيمها أسامة إذا أرعاها وأطلقها فرعت منصرفة حيث شاءت وسومها أيضا يسومها من ذلك وسامت هي إذا رعت فهي تسوم وهي إبل سائمة ويقال سمتها إذا قصرتها على مرعى بعينه وسمتها الخسف إذا تركتها على غير مرعى ومنه قيل لمن أذل وأضيم واهتضم سيم فلان الخسف وسيم خطة الضيم . قال الكميت بن زيد في الإسامة التي هي الاطلاق في الرعي راعيا كان مسيما ففقدناه * وفقد المسيم هلك السوام
(٧١)