يقال حمل فلان فلانا على البريد إذا هيأ له في كل مرحلة مركوبا ليركبه فإذا وصل إلى المرحلة الأخرى نزل عن المعيي وركب المرفه وهكذا إلى أن يصل إلى مقعده. والوجه الرئيس المنظور إليه يقال فلان وجه القوم وهو وجه عشيرته ووجه الشئ نفسه وذاته . قال أحمد بن جندل ونحن حفزنا الحوفزان بطعنة * فأفلت منها وجهه عتد نهد (1)
(1) هكذا بالأصل وفسرها بهامش النسخة أي ضخم. وقوله قال أحمد بن جندل الخ المعروف ان البيت لسوار بن حبان المنقري قاله يوم جدود والرواية المشهورة ونحن حفزنا الحوفزان بطعنة * سقته نجيعا من دم الجوف أشكلا وروى ونحن حفزنا الحوفزان بطعنة * تمج نجيعا من الجوف أشكلا وبعده وحمران أدته إلينا رماحنا * ينازع غلافي ذراعيه مقفلا ونسب ابن قتيبة البيتين لجرير وسمي الحوفزان حوفزانا لأن قيس بن عاصم التميمي حفزه. قال الجوهري وأما قول من قال إنما حفزه بسطام بن قيس فغلط لأنه شيباني فكيف يفتخر به جرير وأما قول الآخر ونحن حفزنا الحوفزان بطعنة * سقته نجيعا من دم الجوف آنيا فهو الأهتم بن سمي المنقري وأول الشعر لما دعتني للسيادة منقر * لدى موطن أضحى له النجم باديا شددت لها أزري وقد كنت قبلها * أشد لاحناء الأمور إزاريا ولنعد إلى حديث يوم جدود روى عن أبي عبيدة قال قيس بن عاصم هو الذي حفز الحوفزان بن شريك الشيباني طعنه في استه يوم جدود وكان من حديث ذلك اليوم ان الحارث بن شريك بن عمرو الصلب بن قيس بن شراحيل بن مرة بن همام كانت بينه وبين بنى يربوع موادعة ثم هم بالغدر بهم فجمع بنى شيبان وبنى ذهل واللهازم وقيس بن ثعلبة وتيم الله بن ثعلبة وغيرهم ثم غزا بنى يربوع فنذر به عتيبة بن الحارث ابن شهاب بن شريك فنادي في قومه بنى جعفر بن ثعلبة من بنى يربوع فوادعه وأغار الحارث بن شريك على بنى مقاعس واخوتهم بنى ربيع فلم يجيبوهم فاستصرخوا بنى منقر فركبوا حتى لحقوا بالحارث بن شريك وبكر بن وائل وهم قائلون في يوم شديد الحر فما شعر الحوفزان إلا بالأهتم بن سمى بن سنان بن خالد بن منقر واسم الأهتم سنان وهو واقف على رأسه فوثب الحوفزان إلى فرسه فركبه وقال للأهتم من أنت فانتسب له وقال هذه منقر قد أتتك فقال الحوفزان فأنا الحارث بن شريك فنادى الأهتم يا آل سعد ونادى الحوفزان يا آل وائل وحمل كل واحد منها على صاحبه ولحقت بنو منقر فاقتتلوا أشد قتال وأبرحه ونادت نساء بنى ربيع يا آل سعد فاشتد قتال بنى منقر لصياحهن فهزمت بكر بن وائل وخلوا ما كان في أيديهم من بنى مقاعس وما كان في أيديهم من أموال وتبعتهم بنو منقر بين قتل وأسر فأسر الأهتم حمران بن عمرو وقصد قيس بن عاصم الحوفزان ولم يكن له همة غيره والحارث على فرس له قارح يدعى الزبد وقيس على مهر فخاف قيس أن يسبقه الحارث فحفزه بالرمح في استه فتحفز به الفرس فنجا فسمى الحوفزان وأطلق قيس أموال بني مقاعس وبنى ربيع وسباياهم وأخذ أموال بكر بن وائل وأساراهم و انتقضت طعنة قيس على الحوافزان بعد سنة فمات وفي هذا اليوم يقول قيس بن عاصم جزا الله يربوعا بأسوء فعلها * إذا ذكرت في النائبات أمورها ويوم جدود قد فضحتم ذماركم * وسالمتموا والخيل تدمى نحورها ستخطم سعد والرباب أنوفكم * كما حز في أنف القضيب جريرها