الأمالي - السيد المرتضى - ج ٣ - الصفحة ٤٨
يقال حمل فلان فلانا على البريد إذا هيأ له في كل مرحلة مركوبا ليركبه فإذا وصل إلى المرحلة الأخرى نزل عن المعيي وركب المرفه وهكذا إلى أن يصل إلى مقعده. والوجه الرئيس المنظور إليه يقال فلان وجه القوم وهو وجه عشيرته ووجه الشئ نفسه وذاته . قال أحمد بن جندل ونحن حفزنا الحوفزان بطعنة * فأفلت منها وجهه عتد نهد (1)

(1) هكذا بالأصل وفسرها بهامش النسخة أي ضخم. وقوله قال أحمد بن جندل الخ المعروف ان البيت لسوار بن حبان المنقري قاله يوم جدود والرواية المشهورة ونحن حفزنا الحوفزان بطعنة * سقته نجيعا من دم الجوف أشكلا وروى ونحن حفزنا الحوفزان بطعنة * تمج نجيعا من الجوف أشكلا وبعده وحمران أدته إلينا رماحنا * ينازع غلافي ذراعيه مقفلا ونسب ابن قتيبة البيتين لجرير وسمي الحوفزان حوفزانا لأن قيس بن عاصم التميمي حفزه. قال الجوهري وأما قول من قال إنما حفزه بسطام بن قيس فغلط لأنه شيباني فكيف يفتخر به جرير وأما قول الآخر ونحن حفزنا الحوفزان بطعنة * سقته نجيعا من دم الجوف آنيا فهو الأهتم بن سمي المنقري وأول الشعر لما دعتني للسيادة منقر * لدى موطن أضحى له النجم باديا شددت لها أزري وقد كنت قبلها * أشد لاحناء الأمور إزاريا ولنعد إلى حديث يوم جدود روى عن أبي عبيدة قال قيس بن عاصم هو الذي حفز الحوفزان بن شريك الشيباني طعنه في استه يوم جدود وكان من حديث ذلك اليوم ان الحارث بن شريك بن عمرو الصلب بن قيس بن شراحيل بن مرة بن همام كانت بينه وبين بنى يربوع موادعة ثم هم بالغدر بهم فجمع بنى شيبان وبنى ذهل واللهازم وقيس بن ثعلبة وتيم الله بن ثعلبة وغيرهم ثم غزا بنى يربوع فنذر به عتيبة بن الحارث ابن شهاب بن شريك فنادي في قومه بنى جعفر بن ثعلبة من بنى يربوع فوادعه وأغار الحارث بن شريك على بنى مقاعس واخوتهم بنى ربيع فلم يجيبوهم فاستصرخوا بنى منقر فركبوا حتى لحقوا بالحارث بن شريك وبكر بن وائل وهم قائلون في يوم شديد الحر فما شعر الحوفزان إلا بالأهتم بن سمى بن سنان بن خالد بن منقر واسم الأهتم سنان وهو واقف على رأسه فوثب الحوفزان إلى فرسه فركبه وقال للأهتم من أنت فانتسب له وقال هذه منقر قد أتتك فقال الحوفزان فأنا الحارث بن شريك فنادى الأهتم يا آل سعد ونادى الحوفزان يا آل وائل وحمل كل واحد منها على صاحبه ولحقت بنو منقر فاقتتلوا أشد قتال وأبرحه ونادت نساء بنى ربيع يا آل سعد فاشتد قتال بنى منقر لصياحهن فهزمت بكر بن وائل وخلوا ما كان في أيديهم من بنى مقاعس وما كان في أيديهم من أموال وتبعتهم بنو منقر بين قتل وأسر فأسر الأهتم حمران بن عمرو وقصد قيس بن عاصم الحوفزان ولم يكن له همة غيره والحارث على فرس له قارح يدعى الزبد وقيس على مهر فخاف قيس أن يسبقه الحارث فحفزه بالرمح في استه فتحفز به الفرس فنجا فسمى الحوفزان وأطلق قيس أموال بني مقاعس وبنى ربيع وسباياهم وأخذ أموال بكر بن وائل وأساراهم و انتقضت طعنة قيس على الحوافزان بعد سنة فمات وفي هذا اليوم يقول قيس بن عاصم جزا الله يربوعا بأسوء فعلها * إذا ذكرت في النائبات أمورها ويوم جدود قد فضحتم ذماركم * وسالمتموا والخيل تدمى نحورها ستخطم سعد والرباب أنوفكم * كما حز في أنف القضيب جريرها
(٤٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 (المجلس الواحد والأربعون) تأويل قوله تعالى فأين يذهبون ان هو الا ذكر للعالمين الآية 2
2 رد قوله المعتزلة في مسئلة ارادته تعالى القبائح 3
3 عود إلى ذكر بعض محاسن شعر مروان بن أبي حفصة وغيره 4
4 مفاكهة أدبية 8
5 (المجلس الثاني والأربعون الثالث) تأويل قوله تعالى: أولئك لم يكونوا معجزين في الأرض الآية 14
6 تأويل قوله تعالى: ما كانوا يستطيعون السمع الآية 14
7 استرواح بذكر شئ من شعر مروان بن أبي حفصة وغيره 16
8 (المجلس الثالث والأربعون) تأويل قوله تأويل: ما منعك ان لا تسجد إذ أمرتك الآية 25
9 عود إلى ذكر طرف من شعر مروان بن أبي حفصة أيضا 26
10 (المجلس الرابع والأربعون) تأويل قوله تعالى: نحن أعلم ما يستمعون به الآية 35
11 تأويل قوله تعالى: ان تتبعون الا رجلا مسحورا 36
12 استرواح بذكر بعض من المحاسن الشعرية 38
13 (المجلس الخامس والأربعون) تأويل قوله تعالى: كل شئ هالك الا وجهه الآية 41
14 تأويل قوله تعالى: انما نطعمكم لوجه الله الآية ونحوها 50
15 استرواح بذكر حكاية أدبية لمحمد بن يحيى الصولي وشئ من كلام البحتري 50
16 مفاكهة المكتفى بالله مع الصولي في محاسن الشيب ومدحه 52
17 واقعة امرئ القيس مع قيصر الروم 53
18 (المجلس السادس والأربعون) تأويل قوله تعالى: وإذا سئلك عبادي عني فاني قريب الآية 59
19 عود إلى ذكر الشيب وما تقوله العرب في ذمه 61
20 قصة البيدق مع الرشيد 63
21 قصة العتابي معه أيضا 63
22 (المجلس السابع والأربعون) تأويل قوله تعالى: هو الذي أنزل من السماء ماء لكم منه شراب الآية 70
23 عود إلى ذم الشيب والتألم من فقد الشباب 72
24 رد على الآمدي في انتقاده كلام البحتري 77
25 ذكر بعض مبتكرات من شعر ابن الرومي 79
26 (المجلس الثامن والأربعون) تأويل قوله تعالى: ليس لك من الأمر شئ الآية 80
27 تأويل خبر لا تناجشوا ولا تدابروا الحديث 82
28 ذكر ما ورد في اللغة العربية من معاني العرض 84
29 استرواح بذكر شئ من شعر قطري بن الفجاءة 88
30 (المجلس التاسع والأربعون) تأويل قوله تعالى: وقالت اليهود يد الله مغلولة الآية 91
31 تأويل خبر لعن الله السارق يسرق البيضة الحديث 93
32 ذكر معاني البيضة في كلام العرب والاستشهاد عليها 95
33 استرواح بذكر حكاية لطيفة للأصمعي مع الرشيد 99
34 (المجلس الخمسون) تأويل قوله تعالى: الله ولي الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور 100
35 منادمة الشعبي والأخطل في مجلس عبد الملك بن مروان 101
36 استطراد لذكر مرية أعشي باهلة وبلاغتها 105
37 ذكر بعض كلام للأخطل في امتداحه لمعاوية 113
38 (المجلس الواحد والخمسون) تأويل قوله تعالى: ربنا لا تزع قلوبنا بعد إذ هديتنا الآية 114
39 استرواح بذكر قول الراعي في وصف الأثافي والرماد 116
40 (المجلس الثاني والخمسون) تأويل قوله تعالى: وإذ قال موسى لقومه ان الله يأمركم أن تذبحوا بقرة الآية 125
41 استرواح بذكر بعض كلام المتنبي وغيره 128
42 ذكر طرف من محاسن شعر عمارة بن عقيل وغيره 131
43 (المجلس الثالث والخمسون) تأويل قوله تعالى: لئن بسطت إلى يدك لتقتلني الآية 134
44 شواهد إضافة المصدر إلى فاعله ومفعوو 135
45 تأويل خبر لا يموت لمؤمن ثلاث من الأولاد الحديث 138
46 تشبيه العرب قلة مكث الشئ بتحلة اليمين والاستشهاد عليه بكلامهم 138
47 (المجلس الرابع والخمسون) تأويل قوله تعالى: ثم قست قلوبكم من بعد ذلك الآية 142
48 استرواح بذكر ما يختار من شعر الأحوص الأنصاري 149
49 (المجلس الخامس والخمسون) تأويل قوله تعالى: وعلم آدم الأسماء كلها الآية 155
50 تلخيص الجواب في هذا الموضوع 156
51 اشكال غريب في الآية المذكورة والجواب عنه 161
52 استرواح بذكر شئ من محاسن شعر حسان وغيره 162
53 (المجلس السادس والخمسون) تأويل قوله تعالى: واسأل من أرسلنا من قبلك من رسلنا الآية 165
54 استطراد لذكر ما خوطب به صلى الله عليه وسلم والمقصود به أمته 165