فما التقينا برغم الرقا * موه قلبي على ناظري ومعني البيت الآخر أن الأحلام إنما هي اعتقادات تخيل في القلب لا حقيقة لأكثرها لأن الانسان يعتقد أنه رأى لما لا يراه على الحقيقة ويدرك لما ليس مدركه على الحقيقة فالقلب يخيل في النوم للعين ما لا حقيقة له كما أن العين تخيل في كثير من الأحوال للقلب ما لا حقيقة له. فأما قول مروان * فكأنما طرقت بنفحة روضة * البيت فيشبه أن يكون مأخوذا من قول نهشل بن جرى قال طرقت أسيماء الرحال ودونها * بيتان من ليل التمام الأسود ومفاوز وصل الفلاة جنوبها * بجنوب أخرى غير أن لم تعقد رمل إذا أيدي الركاب قطعنه * قرعت منا سمها بقف قردد فكأن ريح لطيمة هندية * وذكى جادي بنصع مجسد وندى خزامى الجو جو سويقة * طرق الخيال به بعيد المرقد أو من قول الآخر طرقتك زينب والمزار بعيد * بمنى ونحن معرسون هجود وكأنما طرقت بريا روضة * أنف يسجسح مزنها ويجود وهذا المعنى كثير في الشعر المتقدم والمتأخر جدا. فأما قوله - باتت تسائل في المنام معرسا - البيت والبيتان اللذان بعده فقد قال الناس في وصف قلة النوم ومواصلة السري والأدلاج وشعث السارين فأكثروا. فمن أحسن ما قيل في ذلك قول لبيد ومجود من صبابات الكرى * عاطف النمرق صدق المبتذل (1)
(١٠)