قال هجدنا فقد طال السري * قدرنا إن خنى الدهر غفل (1) قلما عرس حتى هجته * بالتباشير من الصبح الأول (2)
(1) - قوله - هجدنا - الخ هو متعلق رب والتهجيد من الأضداد يقال هجده إذا نومه أي دعنا ننام وهو المراد هنا وجده إذا أيقضه والفاء للتعليل - والسري - بالضم سير عامة الليل. وقوله - وقدرنا - أي قدرنا على ورود الماء وذلك إذا قربوا منه وفي القاموس وبتنا ليلة قادرة هينة السير لا تعب فيها - والخنى - بفتح المعجمة والقصر الآفة والفساد أي ان غفل عنا فساد الدهر فلم يعقنا وقيل قدرنا أي على التهجيد ويقيل على السير (2) قوله - قلما عرس - الخ ما المتصلة بقل كافة لها عن طلب الفاعل وجاعلة إياها بمنزلة ما النافية في الأغلب وهنا لاثبات القلة وما تتصل بأفعال ثلاثة فتكفها عن طلب الفاعل وهي قلما وطالما وكثر ما وينبغي ان تتصل بالأولين كتابة والتعريس النزول في آخر الليل للاستراحة والنوم ومثله الأعراس - وهجته - أيقظته من النوم وهاج يهيج يجئ لازما ومتعديا يقال هاج إذا ثار وهجته إذا أثرته - وحتى - هنا حرف جر بمعنى الا الاستثنائية أي ما عرس إلا أيقظته أي نام قليلا ثم أيقظته وأكثر دخولها على المضارع كقوله ليس العطاء من الفضول سماحة * حتى تجود وما لديك قليل وقوله - بالتباشير - أي بظهورها والتباشير أوائل الصبح وهو جمع تبشير ولا يستعمل الا جمعا كذا عبر البغدادي ولفظ شارح القاموس لا واحد له - والأول - صفة التباشير وهو بضم الهمزة وفتح الواو جمع أولى مؤنث الأول كالكبر جمع كبري وقد جاء هذا المصراع الثاني في شعر النابغة الجعدي وهو وشمول قهوه باكرتها * في التباشير من الصبح الأول