في أوصافه واهتدي من معانيه إلي ما لا يوجد لغيره وكان مشغوفا بتكرار القول فيه لهجا بابدائه وإعادته وان لأبي تمام في ذلك مواضع لا يجهل فضلها ومحاسن لا يبلغ شأوها فمما لأبي تمام قوله زار الخيال لها لا بل أزاركه * فكر إذا نام فكر الخلق لم ينم ظبي تقنصته لما نصبت له * من آخر الليل أشراكا من الحلم ثم اغتدى وبنا من ذكره سقم * باق وإن كان مشغولا من السقم وقوله عادك الزور ليلة الرمل من رملة * بين الحمى وبين المطال ثم ما زارك الخيال ولكنك * بالفكر زرت طيف الخيال وقوله الليالي أحفي بقلبي إذا ما * جرحته النوى من الأيام يا لها ليلة تنزهت الأرواح * فيها سرا من الأجسام مجلس لم يكن لنا فيه عيب * غير أنا في دعوة الأحلام فأما البحتري فقوله في هذا المعنى أكثر من أن يذكر جميعه ههنا غير أنا نشير إلى نادرة فمن ذلك قوله فلا وصل إلا أن يطيف خيالها * بنا تحت جؤشوش من الليل أسفع ألمت بنا بعد الهدو فسامحت * بوصل متى نطلبه في الجد تمنع وما برحت حتى مضى الليل وانقضى * وأعجلها داعى الصباح الملمع فولت كأن البين يخلج شخصها * أو ان تولت من حشاي وأضلعي ورب لقاء لم يؤمل وفرقة * لأسماء لم تحذر ولم تتوقع
(٦)