ومثله للسيد الحميري رحمه الله تعالى يتلون أخلاق النبي وفعله * فالنعل تشبه في المثال طراقها وقد تقدم إلى هذا المعنى يزيد بن المكسر بن ثعلبة بن سيار العجلي بقوله في يوم ذي قار يحرض قومه على القتال من فر منكم فر عن حريمه * وجاره وفر عن نديمه أنا ابن سيار على شكيمه * مثل الشراك قد من أديمه * و كلهم يجري على قديمه * فأما قوله * وحسدت حتى قيل أصبح باغيا * البيت ففي معناه قول البحتري ألنت لي الأيام من بعد قسوة * وعاتبت لي دهري المسئ فاعتبا والبستني النعمي التي غيرت أخي * على فأمسي نازح الود أجنبا ومما يختار لمروان قوله موفق لسبيل الرشد متبع * يزينه كل ما يأتي ويجتنب تسمو العيون إليه كلما انفرجت * للناس عن وجهه الأبواب والحجب له خلائق بيض لا يغيرها * صرف الزمان كما لا يصدأ الذهب ووجدت بعض من ينقد الشعر يقول ليس في شعر مروان بيت يتمثل به غير هذا البيت الأخير من الثلاثة. وكأن ابن مناذر إياه أراد بقوله وقد سأل وهو مجاور بمكة عمن ببغداد من الشعراء فقيل له العباس بن الأحنف فقال أنشدوني له فأنشدوه لو كنت عاتبة لسكن عبرتي * أملى رضاك وزرت غير مراقب لكن صددت فلم تكن لي حيلة * صد الملول خلاف صد العاتب فقال ابن مناذر أخلق بمن أدام بحث التراب أن يصيب خرزة. [قال الشريف
(٣٣)