تنعى امرأ لا تغب الحي جفنته * إذا الكواكب أخطى نوءها المطر وراحت الشول مغبرا مناكبها * شعثا تغير منها الني والوبر (2) وألجأ الكلب موقوع الصقيع به * وألجأ الحي من تنفاحها الحجر (3)
(١) قوله - تنعي امرأ - الخ رواية أبى العباس ينعي بالياء المثناة والنعي خبر الموت يقال نعاه ينعاه. قال الأصمعي كانت العرب إذا مات ميت له قدر ركب راكب فرسا وجعل يسير في الناس ويقول نعاء فلانا أي أنعه وأظهر خبر وفاته وهي مبنية على الكسر - ولا تغب - هو من قولهم فلان لا يغبنا عطاؤه أي لا يأتينا يوم دون يوم بل يأتينا كل يوم - والجفنة - القصعة - وأخطاه - كتخطاه تجاوزه - والنوء - سقوط نجم من المنازل في المغرب مع الفجر وطلوع رقيبه من المشرق يقابله من ساعته في كل يوم إلى ثلاثة عشر يوما وهكذا كل نجم إلى انقضاء السنة وكانت العرب تضيف الأمطار والرياح والحر والبرد إلى الساقط منها. يريد ان جفانه لا تنقطع في القحط والشدة (٢) قوله - وراحت - هو معطوف على مدخول إذا - والشول - كما في القاموس الشائلة من الإبل وهي ما أتي عليها من حملها أو وضعها سبعة أشهر فجف لبنها والجمع شول على غير قياس. وفي النهاية الشول مصدر شال لبن الناقة أي ارتفع وتسمي الناقة الشول أي ذات شول لأنه لم يبق في ضرعها إلا شول من لبن أي بقية ويكون ذلك بعد سبعة أشهر من حملها. وروى - مباءتها - أي مراحها بدل منها كبها - ومغبر - يعنى من الرياح والعجاج - والتي - بفتح النون الشحم ومصدر نوت الناقة تنوي نواية ونيا إذا سمنت يريد ان الجدب وقلة المرعى خشن لحمها وغيره (3) قوله - وألجأ - معطوف أيضا على مدخول إذا وألجأ اضطر ويروي أحجر يقال أحجرته أي ألجائة إلى أن دخل حجره - والصقيع - الجليد - وتنفاحه - ضربه وهو مصدر نفحت الريح إذا هبت باردة والضمير للصقيع والباء في به بمعنى على والضمير للكلب - والحجر - بضم الحاء وفتح الجيم جمع حجرة بالضم الغرفة وحظيرة الإبل من شجر. يقول هو في مثل هذه الأيام الشديدة يطعم الناس الطعام