الأمالي - السيد المرتضى - ج ٢ - الصفحة ٧١
وما المرء إلا نهب يوم وليلة * تخب به شهب الفناء ودهمه يعلله برد الحياة يمسه * ويغتره روح النسيم يشمه وكان بعيدا عن منازعة الردى * فألقته في كف المنية أمه ألا إن خير الزاد ما سد فاقة * وخير تلادى الذي لا أجمه (1) وإن الطوي بالعز أحسن بالفتى * إذا كان من كسب المذلة طعمه وإني لأنهى النفس عن كل لذة * إذا ما ارتقي منها إلى العرض وصمه وأعرض عن نيل الثريا إذا بدا * وفي نيله سوء المقال وذمه أعف وما الفحشاء عنى بعيدة * وحسبي في صد عن الأمر إثمه وما العف من ولى عن الضرب سيفه * ولكن من ولى عن السوء حزمه ولي في معنى قوله وما الاشراف من خلقي * ما خامر الرزق قلبي قبل فجأته ولا بسطت له في النائبات يدي * كم قد ترادف لم أحفل زيادته ولو تجاوزني ما فت من عضدي * إن أسخط الأمر أدرك عنه مضطربا وإن أرد بدلا من مذهب أجد ومعنى ما خامر الرزق قلبي - أي لم أتمنه ولا تطلعت إلى حضوره ولا خطر لي ببال

(1) - الفاقة - الحاجة - والتليدان - التالد من المال وهو ما ورثه الانسان من آبائه والطارف وهو ما اكتسبه واستحدثه بسعيه غلب أحدهما على الاخر فثناهما به يقول خير المال ما سد الفاقة وما زاد على ذلك فهو فضل وزيادة وهذا كقولهم خير الزاد ما بلغك المحل وحسبك من القلادة ما أحاط بالعنق وقوله وخير تلادي يريد به ان خير مال الانسان ما أنفق منه وأعطي لا ما ادخر وجمع
(٧١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 66 67 68 69 70 71 72 73 74 75 76 ... » »»
الفهرست