وأنا حدث وإنما أنسب إلى من يغلب على وأنت رجل تديم الشراب فمتى قربتك وظهرت منك رائحة الشراب لم آمن أن يظن بي فدع الشراب وكن أول داخل على وآخر خارج فقال له حارثة أنا لا أدعه لمن يملك ضري ونفعي أفأدعه للحال عندك قال فاختر من عملي ما شئت قال توليني رام هرمز فإنها أرض عدات وشرف فان بها شرابا وصف لي فولاه إياها فلما شيعه الناس.. قال أنس بن أبي أنس وقيل ابن أبي إياس الدئلي أحار بن بدر قد وليت إمارة * فكن جرذا فيها تخون وتسرق ولا تحقرون يا حار شيئا وجدته * فحظك من ملك العراقين سرق (1) وباه تميما بالغنى إن للغني * لسانا به العي الهيوبة ينطق فإن جميع الناس إما مكذب * يقول بما تهوى وإما مصدق يقولون أقوالا ولا يعلمونها * فإن قيل هاتوا حققوا لم يحققوا وهذه الأبيات تروى لأبى الأسود الدئلي وانه كتب بها إلى حارثة لما ردت إليه سرق ويزاد فيها وكن حازما في اليوم إن الذي به * يجئ غد يوم علي الناس مطبق ولا تعجزن فالعجز أوطأ مركب * وما كل من يدعو إلى الخير يرزق إذا ما دعاك القوم عدوك آكلا * وكل حار أوجع لست ممن يحمق ويقال ان حارثة بن بدر أجاب عن هذه الأبيات بقوله جزاك إله العرش خير جزائه * فقد قلت معروفا وأوصيت كافيا
(٥٠)