وقل لفؤاد إن نزى بك نزوة * من الروع أفرخ أكثر الروع باطله معنى - أفرخ - أي أسكن يقال أفرخ روعه إذا سكن وما كل ما حاولته الموت دونه * وذكر البيتين اللذين بعده وزاد وكن أنت ترعى سر نفسك واعلمن * بأن أقل الناس للسر حامله إذا ما قتلت الشئ فبح به * ولا تقل الشئ الذي أنت جاهله ومما يستحسن لحارثة بن بدر الغداني قوله لنا نبعة كانت تقينا فروعها * وقد بلغت إلا قليلا عروقها وإنا لتستحلي المنايا نفوسنا * ونترك أخرى مرة لا نذوقها وشيب رأسي قبل حين مشيبه * رعود المنايا بيننا وبروقها قوله - لنا نبعة كانت تقينا فروعها - مثل ضربه وإنما أراد عشيرته وأهل بيته.. وقد روى هذه الأبيات علي بن سليمان الأخفش عن أبي العباس ثعلب وزاد فيها رأيت المنايا باديات وعودا * إلى دارنا سهلا إلينا طريقها وقد قسمت نفسي فريقين منهما * فريق مع الموتى وعندي فريقها وبينا نرجي النفس ما هو نازح * من الأمر لاقت دونها ما يعوقها .. وروى أبو العيناء قال أنشد الشعبي عبد الله بن جعفر الأبيات الثلاثة الأول فقال عبد الله لمن هذا يا شعبى قال لحارثة بن بدر فقال نحن أحق بهذا ثم أمر للعشبي بأربعمائة دينار.. ومن مستحسن قول حارثة ولقد وليت إمارة فرجعتها * في المال سالمة ولم أتمول ولقد منعت النصح من متقبل * ولقد رفدت النصح من لم يقبل
(٤٨)