أشرت بأمر لو أشرت بغيره * لألفيتني ني فيه لأمرك عاصيا (1) .. ويقال ان حارثة بن بدر والأحنف بن قيس قد دخلا على ابن زياد فقال لحارثة أي الشراب أطيب وكان يتهم فقال برة طاساريه واقطة عنوية وسمنة عنزية وسكرة سوسية ونطفة مسرقانية فقال للأحنف يا أبا بحر ما أطيب الشراب قال الخمر قال وما يدريك ولست من أهلها قال رأيت فيها خصلتين عرفت انها أطيب الشراب.. ولحارثة بن بدر يخاطب عبيد الله بن زياد لما تغير عليه بعد اختصاصه كان بأبيه أهان وأقصى ثم تنتصحونني * وأي امرئ يعطي نصيحته قسرا رأيت الأكف المصلتين عليكم * ملاء وكفى من عطاياكم صفرا وإني مع الساعي إليكم بسيفه * إذا أحدث الأيام في عظمكم كسرا متى تسألوني ما علي وتمنعوا * الذي لي لم أسطع كم صبرا .. وقال يعاتبه وكم من أمير قد تجبر بعدما * مريت له الدنيا بسيفي فدرت إذا زبنته عن فواق أتت به * دعاني ولم أدع إذا ما أقرت إذا ما هي ما احلوت محاحق مقسمي * ويقسم لي منها إذا ما أمرت - زبنته - أي دفعته عن أن يحلبها - والفواق - اجتماع اللبن في الضرع بين الحلبتين.. ومعنى - أقرت - تركته يحلبها.. ويشبه أبيات حارثة هذه قول عبد الله بن الزبير يعاتب معاوية ومروان وأهل بيته من جملة قصيدة وهي أبيات قوية جدا
(٥١)