فنظمن من در المباسم جامدا * ونثرن من در المدامع ذائبا [قال الشريف] رضي الله عنه وليس قول أبي هذيل في صفة الحديث كتساقط الرطب الجني من الأقناء لا نثرا ولا نزرا من هذا الباب في شئ لأن جميع ما تقدم هو في وصف الثغر وهذا في وصف حسن الحديث وانه متوسط في القلة والكثرة لازم للقصد كانتثار الرطب من الاقناء ويشبه أن يكون أراد أيضا مع ذلك وصفه بالحلاوة والغضاضة لتشبيهه له بالرطب ثم إنه غض طري غير مكرر ولا معاد لقوله الرطب الجني فيجتمع له أغراض الوصف له بالفصاحة والاقتصاد في القلة والكثرة ثم وصفه بالحلاوة ثم الغضاضة.. ونظير قول أبي الهذيل قول ذي الرمة لها بشر مثل الحرير ومنطق * رخيم الحواشي لأهراء ولا نزر (1) فأما قول مروان إلى ملك تندى إذا يبس الثرى * بنائل كفيه الأكف الجوامد فمثل قول أبي حنش النميري في يحيي بن خالد البرمكي لا تراني مصافحا كف يحيى * إنني إن فعلت أتلفت مالي
(١٥٩)