.. وروي انه عرضت على جعفر بن يحيى بن خالد البرمكي جارية شاعرة فأراد أن يبلوها فقال لها قولي في معنى بيتي زهير اللذين ذكرناهما فقالت بلغت أو كدت يحيا أو لحقت به * فنلتما خالدا في شأو مستبق لكن مضى وتلي يحيي فأنت له * تال تعللت دون الركض بالعنق ومن أحسن ما قيل في المساواة والمقاربة وهو داخل في هذا المعنى مناسب له .. قول عباد بن شبل إذا اخترت من قوم خيار خيارهم * فكل بني عبد المدان خيار جروا بعنان واحد فضل بينهم * بأن قيل قد فات العذار عذار .. وقول الكميت مصل أباه له سابق * بأن قيل فات العذار العذارا ومثله قول العتابي وهو مليح جدا كما تقاذف جرد في أعنتها * سبقا بآذانها مرا وبالعذر .. وأول من سبق إلى هذا زهير في قوله يصف مطايرة البازي للقطاة ومقاربته لها دون السماء وفوق الأرض قدرهما * عند الذنابي فلا فوت ولا درك .. وقد لحظ أبو نواس هذا المعنى في قوله يمدح الفضل بن الربيع ويذكر مقاربته لأبيه في المجد والسؤدد ثم جري الفضل فانثني قدما * دون مداه من غير ترهيق فقيل راشا سهما يراد به * الغاية والنصل سابق الفوق (1) ويشاكل ذلك قول البحتري في ابن أبي سعيد الثغري
(٦٩)