السخاء إلى البرامكة فإنما ذلك من سخاء أمير المؤمنين الرشيد وإذا نسبوا الحسن بن سهل وأخاه الفضل إلى السخاء فإنما ذلك سخاء أمير المؤمنين المأمون وإذا نسبوا أحمد بن أبي دؤاد إلى السخاء فذاك سخاء أمير المؤمنين المعتصم وإذا نسبوا الفتح بن خاقان وعبيد الله بن يحيى إلى السخاء فإنما هو سخاؤك فما بال هؤلاء القوم لا ينسبون إلى السخاء قبل صحبتهم الخلفاء قال لي صدقت وسري عنه.. وقال له المتوكل ما أشد عليك من ذهاب البصر فقال له فقد رؤيتك مع اجماع الناس على جمالك.. وقال له يوما أريدك لمجالستي قال لا أطيق ذلك وما أقول هذا جهلا بمالي في هذا المجلس من الشرف ولكن أنا رجل محجوب والمحجوب تختلف إشارته ويخفى عليه إيماؤه ويجوز علي أن أتكلم بكلام غضبان ووجهك راض وبكلام راض ووجهك غضبان ومتى لم أميز بين هاتين هلكت فقال صدقت.. وروى أنه قال له لولا إنك ضرير لنادمتك فقال إن أعفيتني من رؤية الأهلة وقراءة نقش الخاتم فإني أصلح.. وقال له المتوكل ما تقول في ابن مكرم والعباس ابن رستم فقال هما الخمر والميسر وإثمهما أكبر من نفعهما قال بلغني إنك تودهما فقال لقد ابتعت الضلال بالهدى والعذاب بالمغفرة.. وقال له يوما ان سعيد بن عبد الملك يضحك منك فقال إن الذين أجرموا كانوا من الذين آمنوا يضحكون.. وقال أبو العيناء قال لي المنصور ما أحسن الجواب فقلت ما أسكت المبطل وحير المحق.. وقيل لأبي العيناء إبراهيم بن نوح النصراني عليك عاتب فقال ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم.. ورآه رزقان وهو يضاحك نصرانيا فقال يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء فقال أبو العيناء لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين .. وأخبرنا أبو الحسن علي بن محمد الكاتب قال أخبرني محمد بن يحيى الصولي قال أخبرنا أبو العيناء قال كان سبب اتصالي بأحمد بن أبي دؤاد ان قوما من أهل البصرة عادوني وادعوا علي دعاوى كثيرة منها إني رافضي فاحتجت إلى أن خرجت عن البصرة إلى سر من رأى وألقيت نفسي على ابن أبي دؤاد وكنت نازلا في داره أجالسه كل يوم وبلغ القوم خبري فشخصوا نحوي إلى سر من رأى فقلت له القوم قد قدموا من البصرة يدا علي فقال يد الله فوق أيديهم فقلت ان لهم مكرا فقال ويمكرون ويمكر الله
(٢١٩)