فقال عبد الملك إلى أين يا ابن اللخناء فقال إلى النار فقال لو قلت غيرها قطعت لسانك.. فقوله إلى النار تخلص حسن على البديهة كما تخلص الجعدي بقوله إلى الجنة وأول قصيدة الجعدي الذي ذكرنا منها الأبيات خليلي غضا ساعة وتهجرا * ولوما على ما أحدث الدهر أو ذرا ولا تسألا إن الحياة قصيرة * فطيرا لروعات الحوادث أو قرا وإن كان أمر لا تطيقان دفعه فلا * تجزعا مما قضى الله واصبرا ألم تعلما أن الملامة نفعها * قليل إذا ما الشئ ولى وأدبرا لوى الله علم الغيب عن ما سواءه * ويعلم منه ما مضى وتأخرا وفيها يقول وجاهدت حتى ما أحس ومن معي * سهيلا إذا ما لاح ثم تغورا
(١٩٣)