فصبحته كلام الغوث يوسدها * يستوضحون يرون العين كالأثر يريد أنهم يرون الأثر كالعين.. وقال أبو النجم قبل دنو الأفق من جوزائه فقلب.. وقال العباس بن مرادس فديت بنفسه نفسي ومالي * ولا آلوه إلا ما يطيق أراد فديت بنفسي نفسه.. وقال ابن مقبل ولا تهيبني الموماة أركبها * إذا تجاوبت الأصداء بالسحر أراد لا أتهيب الموماة وهذا كثير جدا. والجواب الثالث أن يكون المعنى ومثل الذين كفروا ومثلنا أو مثلهم ومثلك يا محمد كمثل الذي ينعق أي مثلهم في الإعراض ومثلك في الدعاء والتنبيه والارشاد كمثل الناعق بالغنم فحذف المثل الثاني اكتفاء بالأول.. ومثله قوله تعالى (جعل لكم سرابيل تقيكم الحر) أراد الحر والبرد فاكتفى بذكر الحر من البرد.. وقال أبو ذؤيب عصيت إليها القلب إني لتمرها * مطيع فما أذري أرشد طلابها أراد أرشد أم غي فاكتفي بذكر الرشد لوضوح الأمر. والجواب الرابع أن يكون المراد ومثل الذين كفروا في دعائهم للأصنام التي يعبدونها من دون الله وهي لا تعقل ولا تفهم ولا تضر ولا تنفع كمثل الذي ينعق دعاء ونداء بما لا يسمع صوته جملة والدعاء والنداء ينتصبان على هذا الجواب بينعق وإلا توكيد للكلام ومعناها الالقاء. قال الفرزدق هم القوم إلا حيث سلوا سيوفهم * وضحوا بلحم من محل ومحرم والمعنى هم القوم حيث سلوا سيوفهم. والجواب الخامس أن يكون المعنى ومثل الذين كفروا في دعائهم لأصنام وعبادتهم لها واسترزاقهم إياها كمثل الداعي الذي ينعق بالغنم ويناديها فهي تسمع دعاء ونداء ولا تفهم معنى كلامه فشبه من يدعوه الكفار من المعبودات دون الله بالغنم من حيث لا تعقل الخطاب ولا تفهمه ولا نفع عندها فيه ولا
(١٥٦)