مساواة الشئ بالشئ ومقايسته إليه وتعديله به وهذا المعنى ثابت في الكيل وخص الوزن بالذكر لاشتماله على معنى الكيل هذا قول أبي مسلم.. ووجه الآية وما شهد له ظاهر لفظها غير ما سلكه أبو مسلم وإنما أراد الله تعالى بالموزون المقدر الواقع بحسب الحاجة فلا يكون ناقصا عنها ولا زائدا عليها زيادة مضرة أو داخلة في باب العبث ونظير ذلك من كلامهم قولهم كلام فلان موزون وأفعاله مقدرة موزونة وإنما يراد ما أشرنا إليه وعلى هذا المعنى تأول المفسرون ذكر الموازين في القرآن على أحد التأويلين وانها التعديل والمواساة بين الثواب والعقاب.. قال الشاعر هو ذو الرمة لها بشر مثل الحرير ومنطق * رخيم الحواشي لاهراء ولا نزر - الهراء - الكثير - والنزر - القليل وكأنه قال إن حديثها لا يقل عن الحاجة ولا يزيد عليها وهذا يجرى مجرى أن يقول هو موزون.. وقال مالك (1) بن أسماء بن خارجة الفزاري وحديث ألذه هو مما * ينعت الناعتون يوزن وزنا منطق صائب وتلحن أحيانا * وخير الحديث ما كان لحنا
(١٠)