النبي صلى الله عليه وآله له: لا تحزن إن الله معنا، أغلظ عليه من كثير مما ذكرنا لان النبي لا ينهى عن الخير، ولو كان حزنه بخير، وهو مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في الغار لم ينهه، ولكن لسوء ظنه بالله وبرسوله، ولقلة احتفاله بما أنبأه (1) به الرسول، وما أدركه من قلة اليقين، وضعف القلب قدر أن يكون الرسول في قبضة المشركين فإن الحزن مع رسول الله برئ من الايمان، إذ كان داعيا إلى أشك، وهذه نقيصة شديدة، وقد عدوها فضيلة!، ولو أمسكوا عن ذكرها لأمسكنا عن شرحها، والله بالغ أمره.
وأما قولكم: إنه صديق، فإنا وجدنا هذا الاسم في كتاب الله للمسلمين عامة، لم نجد له فيها خاصة دونهم، وذلك قوله تعالى:
(والذين آمنوا بالله ورسله أولئك هم الصديقون) (2) وكل المسلمين يؤمنون بالله ورسله وهم صديقون، فلم تثبت له بهذا الاسم فضيلة هذا.
وإنا لما فرغنا من قصة الغار (3)، سألونا عن شرح قول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم