فما كانت نزلت قبل ذلك الوقت، إذ كانت أول سكينة نزلت.
وأخرى - أن الله وصل السكينة بالجنود التي أيد بها من أنزلت عليه السكينة، فهل المؤيد بالجنود في مذهبكم أبو بكر - لا النبي؟!، كلا إن ذلك لمن المستحيل،! ومن الكلام البين ما المراد بها أهل لرؤيتها ببصره وسماع مخاطبتها بأذنه، وفهم منطقها بعقله، ونحن ندعوهم مع هذا البرهان إلى خصلة أخرى لا يقدرون على دفعها، وهي:
أن للسكينة علامات: فأول علاماتها فقدان القرار والنكاية في الفجار، فإن كان هذا الرجل ممن هذه صفته فواجب لازم أن تكون السكينة عليه نازلة هابطة، والطمأنينة له لازمة، وإن كان يشوب إقبالا بإدبار وثباتا بفرار، فالسكينة متعهدة، نظرنا، فإن كان مدبرا في كل موطن وموليا في كل زحف كما عرض به النبي وبصاحبه يوم فرا من خيبر، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله:
لأعطين هذه الراية غدا رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله كرارا غير فرار (1).