شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ٩ - الصفحة ٣٦٢
* الشرح:
قوله (قال يا رب أبعيد أنا منك فلا تسمعني أم قريب أنت مني فلا تجيبني) الظاهر أن مراده بالبعد البعد المعنوي دون المكاني لأن تجويز ذلك كفر، فكان أولى بالجرح واللوم، وإنما نسب البعد إلى نفسه والقرب إليه عز وجل للتنبيه على أن البعد إذا تحقق كان من جانب العبد، والقرب إن تحقق كان من فضله عز وجل لأن العبد وإن بلغ في إخلاص العبودية لا يصلح أن يعد نفسه قريبا منه. وقوله «فلا تجيبني» معناه فلا تجيبني بسبب من الأسباب، والجواب ظاهر الانطباق على الشق الثاني مع إمكان انطباقه على الأول أيضا.
(قال فأتاه آت في منامه فقال: إنك تدعو الله عز وجل منذ ثلاث سنين بلسان بذي وقلب عات غير تقي ونية غير صادقة -... إلى آخره) البذي: الفحاش. وعات: اسم فاعل من عتى عتوا إذا استكبر وجاوز الحد، والتقوى: التنزه عن رذائل الأعمال والأخلاق وعما يشغل القلب عن الحق، والنية الصادقة: توجه القلب إلى الله تعالى وحده وانبعاث النفس نحو الطاعة غير ملحوظ فيه سوى وجه الله، ويفهم منه أن الفسق يمنع الإجابة، ولا ينافيه ما روى من أن دعاء الفاسق أسرع إجابة لكراهة استماع صوته لأن سرعة إجابة دعائه ليست كلية، على أن سرعة الإجابة يمكن أن يكون لمن كان مبغوضا بذاته، وأما من كان محبوبا بذاته ومبغوضا بفعله فربما تبطئ الإجابة نظرا إلى الأول وربما تسرع نظرا إلى الثاني وقد يكون البطء نظرا إلى الثاني لا لكراهة استماع صوته بل لغرض آخر كتنبيهه بالقبايح كما في هذا الرجل، والله أعلم.
8 - عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن عثمان بن عيسى، عن سماعة، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): إن من شر عباد الله من تكره مجالسته لفحشه.
* الشرح:
قوله (إن من شر عباد الله من تكره مجالسته لفحشه) هو الذي عرف بالفحش من القول واشتهر به لما يجري من لسانه من أنواع البذاء ويتكرر منه فيكره الناس مجالسته خوفا من فحشه لعدم أمنهم منه ومثله من لزم مجالسته لفحشه ومن لزم اكرامه لاتقاء شره.
9 - عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن ابن محبوب، عن ابن رئاب، عن أبي عبيدة، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: البذاء من الجفاء والجفاء في النار.
* الشرح:
قوله (البذاء من الجفاء) «من» إما تبعيضية أو ابتدائية، أي: البذاء ناش من الجفاء، والجفا في الأصل: الجهل ثم أطلق على الغلظة والفظاظة والإعراض عن الحق وطرده.
(٣٦٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 357 358 359 360 361 362 363 364 365 366 367 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب الاستغناء عن الناس 3
2 باب صلة الرحم 6
3 باب البر بالوالدين 19
4 باب الاهتمام بأمور المسلمين والنصيحة لهم ونفعهم 29
5 باب اجلال الكبير 31
6 باب إخوة المؤمنين بعضهم لبعض 33
7 باب فيما يوجب الحق لمن انتحل الايمان وينقضه 38
8 باب في ان التواخي لم يقع على الدين وانما هو التعارف 39
9 باب حق المؤمن على أخيه وأداء حقه 40
10 باب التراحم والتعاطف 51
11 باب زيارة الاخوان 52
12 باب المصافحة 57
13 باب المعانقة 63
14 باب التقبيل 65
15 باب تذاكر الاخوان 67
16 باب ادخال السرور على المؤمنين 71
17 باب قضاء حاجة المؤمن 77
18 باب السعي في حاجة المؤمن 82
19 باب تفريج كرب المؤمن 87
20 باب اطعام المؤمن 89
21 باب من كسا مؤمنا 95
22 باب في إلطاف المؤمن وإكرامه 97
23 باب في خدمته 101
24 باب نصيحة المؤمن 101
25 باب الإصلاح بين الناس 103
26 باب في أحياء المؤمن 105
27 باب في الدعاء للأهل إلى الايمان 107
28 باب في ترك دعاء الناس 108
29 باب أن الله إنما يعطي الدين من يحبه 114
30 باب سلامة الدين 115
31 باب التقية 118
32 باب الكتمان 127
33 باب المؤمن وعلاماته وصفاته 137
34 باب في قلة المؤمن 184
35 باب الرضا بموهبة الايمان والصبر على كل شيء بعده 189
36 باب في سكون المؤمن إلى المؤمن 196
37 باب فيما يدفع الله بالمؤمن 197
38 باب في ان المؤمن صنفان 198
39 باب ما اخذه الله على المؤمن من الصبر على ما يلحقه فيما ابتلي به 201
40 باب شدة ابتلاء المؤمن 206
41 باب فضل فقراء المسلمين 221
42 باب 231
43 باب ان للقلب اذنين ينفث فيهما الملك والشيطان 233
44 باب الروح الذي أيد به المؤمن 239
45 باب الذنوب 241
46 باب استصغار الذنب 279
47 باب الإصرار على الذنب 281
48 باب في أصول الكفر وأركانه 283
49 باب الرياء 291
50 باب طلب الرئاسة 300
51 باب اختتال الدنيا بالدين 304
52 باب من وصف عدلا وعمل بغيره 305
53 باب المراء والخصومة ومعاداة الرجال 306
54 باب الغضب 310
55 باب الحسد 316
56 باب العصبية 321
57 باب الكبر 323
58 باب العجب 332
59 باب حب الدنيا والحرص عليها 337
60 باب الطمع 352
61 باب الخرق 353
62 باب سوء الخلق 354
63 باب السفه 356
64 باب البذاء 358
65 باب من يتقى شره 365
66 باب البغي 367
67 باب الفخر والكبر 369
68 باب القسوة 375
69 باب الظلم 379
70 باب اتباع الهوى 388
71 باب المكر والغدر والخديعة 393
72 باب الكذب 397
73 باب ذي اللسانين 409
74 باب الهجرة 411
75 باب قطعية الرحم 414
76 باب العقوق 418
77 باب الانتفاء 421
78 باب من آذى المسلمين واحتقرهم 421
79 فهرس الآيات 430