شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ٩ - الصفحة ٣٥
الصور والأعيان، فيقتضى هذا النوع من الاتحاد والنسب من الايمان أن يتألم كل بتألم الآخر ويفرح بفرحه. وفيه ترغيب في التناصر والتعاون والتراحم والتعاطف في الواجبات والمندوبات والمباحات والضروريات وقضاء الحاجات ودفع البليات، ثم رغب في رعاية المؤمن والفرح بفرحه والتألم بحزنه والتجنب عن أذاه بقوله:
(وإن روح المؤمن لأشد اتصالا بروح الله) أي بذاته المقدسة. (من اتصال شعاع الشمس بها) المراد بالاتصال الاتصال المعنوي، وشبهه بالاتصال الحسي الجسماني لإيضاح المقصود وتقريبه إلى الفهم، ووجه الأشدية أن المؤمن مرآة الحق يرى فيه صفاته ولو ظهر ذلك الاتصال ليرى كأنه هو ولا يفرق بينهما إلا العارفون الذين يعلمون بنور البصيرة والعرفان أن هذا خلق اتصف بصفات الخالق، وأما الجاهلون فيزعمون أنه هو بخلاف اتصال الشعاع بالشمس فإنه يفرق بينهما العالم والجاهل.
5 - عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن عبد الرحمن بن أبي نجران، عن مثنى الحناط، عن الحارث بن المغيرة، قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): المسلم أخو المسلم هو عينه ومرآته ودليله، لا يخونه ولا يخدعه ولا يظلمه ولا يكذبه ولا يغتابه.
* الشرح:
قوله (هو عينه ومرآته ودليله) أما أنه مرآته فلأن في كل واحد صفات الآخر مثل الإيمان وأركانه ولواحقه وآثاره والأخلاق والآداب فكان كل واحد مظهرا لصفات الآخر ومرآة له، وأما أنه دليله فلأنه يهديه إلى ما ينفعه في الدنيا والآخرة فيعلمه أمر الدين ويزجره عن المنهيات ويرغبه في الخيرات وينبهه عن الغفلات ويظهر عليه قبح اللذات والشهوات.
6 - علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن حفص بن البختري قال: كنت عند أبي عبد الله (عليه السلام) ودخل عليه رجل فقال لي: تحبه؟ فقلت: نعم فقال لي: ولم لا تحبه وهو أخوك وشريكك في دينك وعونك على عدوك ورزقه على غيرك.
* الشرح:
قوله (ولم لا تحبه وهو أخوك وشريكك في دينك وعونك على عدوك ورزقه على غيرك) رغب في المحبة بذكر الفوائد والبواعث ورفع المانع، أما الباعث فثلثه تعود إلى المحب، وأما المانع فإنما هو تكفل مؤونته ورزقه، وليس ذلك إلا على الله عز وجل، وقوله «في دينك» متعلق ب‍ «أخوك وشريكك» على سبيل التنازع، والظاهر أن المراد بالعدو الإنسان المخالف له ويحتمل الأعم منه ومن الشيطان والنفس الأمارة.
(٣٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب الاستغناء عن الناس 3
2 باب صلة الرحم 6
3 باب البر بالوالدين 19
4 باب الاهتمام بأمور المسلمين والنصيحة لهم ونفعهم 29
5 باب اجلال الكبير 31
6 باب إخوة المؤمنين بعضهم لبعض 33
7 باب فيما يوجب الحق لمن انتحل الايمان وينقضه 38
8 باب في ان التواخي لم يقع على الدين وانما هو التعارف 39
9 باب حق المؤمن على أخيه وأداء حقه 40
10 باب التراحم والتعاطف 51
11 باب زيارة الاخوان 52
12 باب المصافحة 57
13 باب المعانقة 63
14 باب التقبيل 65
15 باب تذاكر الاخوان 67
16 باب ادخال السرور على المؤمنين 71
17 باب قضاء حاجة المؤمن 77
18 باب السعي في حاجة المؤمن 82
19 باب تفريج كرب المؤمن 87
20 باب اطعام المؤمن 89
21 باب من كسا مؤمنا 95
22 باب في إلطاف المؤمن وإكرامه 97
23 باب في خدمته 101
24 باب نصيحة المؤمن 101
25 باب الإصلاح بين الناس 103
26 باب في أحياء المؤمن 105
27 باب في الدعاء للأهل إلى الايمان 107
28 باب في ترك دعاء الناس 108
29 باب أن الله إنما يعطي الدين من يحبه 114
30 باب سلامة الدين 115
31 باب التقية 118
32 باب الكتمان 127
33 باب المؤمن وعلاماته وصفاته 137
34 باب في قلة المؤمن 184
35 باب الرضا بموهبة الايمان والصبر على كل شيء بعده 189
36 باب في سكون المؤمن إلى المؤمن 196
37 باب فيما يدفع الله بالمؤمن 197
38 باب في ان المؤمن صنفان 198
39 باب ما اخذه الله على المؤمن من الصبر على ما يلحقه فيما ابتلي به 201
40 باب شدة ابتلاء المؤمن 206
41 باب فضل فقراء المسلمين 221
42 باب 231
43 باب ان للقلب اذنين ينفث فيهما الملك والشيطان 233
44 باب الروح الذي أيد به المؤمن 239
45 باب الذنوب 241
46 باب استصغار الذنب 279
47 باب الإصرار على الذنب 281
48 باب في أصول الكفر وأركانه 283
49 باب الرياء 291
50 باب طلب الرئاسة 300
51 باب اختتال الدنيا بالدين 304
52 باب من وصف عدلا وعمل بغيره 305
53 باب المراء والخصومة ومعاداة الرجال 306
54 باب الغضب 310
55 باب الحسد 316
56 باب العصبية 321
57 باب الكبر 323
58 باب العجب 332
59 باب حب الدنيا والحرص عليها 337
60 باب الطمع 352
61 باب الخرق 353
62 باب سوء الخلق 354
63 باب السفه 356
64 باب البذاء 358
65 باب من يتقى شره 365
66 باب البغي 367
67 باب الفخر والكبر 369
68 باب القسوة 375
69 باب الظلم 379
70 باب اتباع الهوى 388
71 باب المكر والغدر والخديعة 393
72 باب الكذب 397
73 باب ذي اللسانين 409
74 باب الهجرة 411
75 باب قطعية الرحم 414
76 باب العقوق 418
77 باب الانتفاء 421
78 باب من آذى المسلمين واحتقرهم 421
79 فهرس الآيات 430