412 - عنه، عن علي بن الحكم، عن أبان، عن زرارة، عن أبي جعفر (ع) قال: لو علم الناس كيف كان ابتداء الخلق لما اختلف اثنان، فقال: إن الله تبارك وتعالى قبل أن يخلق الخلق قال: كن ماء عذبا أخلق منك جنتي وأهل طاعتي، وقال: كن ماء ملحا أجاجا أخلق منك ناري وأهل معصيتي، ثم أمرهما فامتزجا، فمن ذلك صار يلد المؤمن الكافر، ويلد الكافر مؤمنا، ثم أخذ طين آدم من أديم الأرض، فعركه عركا شديدا، فإذا هم كالذر يدبون، فقال لأصحاب اليمين: إلى الجنة بسلام، وقال لأصحاب النار: إلى النار ولا أبالي، ثم أمر نارا فاستعرت، فقال لأصحاب الشمال: " ادخلوها "، فهابوها، وقال لأصحاب اليمين، " ادخلوها "، فدخلوها، فقال: كونى بردا وسلاما، فقال أصحاب الشمال:
يا رب أقلنا، فقال: قد أقلتكم فادخلوها، فذهبوا، فهابوها، فثم ثبتت الطاعة والمعصية، فلا يستطيع هؤلاء أن يكونوا من هؤلاء، ولا هؤلاء أن يكونوا من هؤلاء (1).
413 - عنه، عن عبد الله بن محمد النهيكي، عن حسان، عن أبيه، عن أبي إسحاق السبيعي، عن أبي جعفر وأبي عبد الله (عليهما السلام) قالا: كان في بدء خلق الله أن خلق أرضا وطينة، وفجر منها ماءها، وأجرى ذلك الماء على الأرض سبعة أيام ولياليها، ثم نضب الماء عنها، ثم أخذ من صفوة تلك الطينة طينة الأئمة، ثم أخذ قبضة أخرى من أسفل تلك الطينة، وهي طينة ذرية الأئمة وشيعتهم، فلو تركت طينتكم كما تركت طينتنا، لكنتم أنتم ونحن شيئا واحدا، قلت: فما صنع بطينتنا؟ - قال: إن الله عز وجل خلق أرضا سبخة، ثم أجرى عليها ماء أجاجا، وأجراه سبعة أيام ولياليها، ثم نضب عنها الماء، ثم أخذ من صفوة تلك الطينة طينة أئمة الكفر، فلو تركت طينة عدونا كما أخذها، لم يشهدوا الشهادتين، أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله، ولم يكونوا يحجون البيت، ولا يعتمرون، ولا يؤتون الزكاة، ولا يصدقون، ولا يعملون شيئا من أعمال البر، ثم قال: أخذ الله طينة شيعتنا وطينة عدونا، وخلطهما وعركهما عرك الأديم، ثم مزجهما