مخطئون مدحضون وإنما الاختلاف فيما دون الرسل لا في الرسل فإياك أيها المستمع أن تجمع عليك خصلتين إحداهما القذف بما جاش به صدرك واتباعك لنفسك إلى غير قصد ولا معرفة حد، والأخرى استغناؤك عما فيه حاجتك وتكذيبك لمن إليه مردك و إياك وترك الحق سأمة وملالة، وانتجاعك الباطل جهلا وضلالة، لأنا لم نجد تابعا لهواه جائزا عما ذكرنا قط رشيدا فانظر في ذلك (1).
77 - عنه، عن بعض أصحابنا، عمن ذكره، عن معاوية بن ميسرة بن شريح، قال:
شهدت أبا عبد الله عليه السلام في مسجد الخيف وهو في حلقة فيها نحو من مائتي رجل فيهم عبد الله بن شبرمة فقال: يا أبا عبد الله إنا نقضي بالعراق فنقضي ما نعلم من الكتاب والسنة وترد علينا المسألة فنجتهد فيها بالرأي قال: فأنصت الناس جميع من حضر للجواب وأقبل أبو عبد الله عليه السلام على من على يمينه يحدثهم فلما رأى الناس ذلك أقبل بعضهم على بعض وتركوا الانصات. (قال:) ثم تحدثوا ما شاء الله ثم إن ابن شبرمة قال: يا أبا عبد الله إنا قضاة العراق وإنا نقضي بالكتاب والسنة وإنه ترد علينا أشياء نجتهد فيها بالرأي قال: فأنصت جميع الناس للجواب وأقبل أبو عبد الله عليه السلام على من على يساره يحدثهم فلما رأى الناس ذلك أقبل بعضهم على بعض وتركوا الانصات ثم إن ابن شبرمة مكث ما شاء الله ثم عاد لمثل قوله: فأقبل أبو عبد الله عليه السلام فقال: أي رجل كان علي بن أبي طالب؟ - فقد كان عندكم بالعراق ولكم به خبر، قال: فأطرأه ابن شبرمة وقال فيه قولا عظيما، فقال له أبو عبد الله عليه السلام: فإن عليا أبي أن يدخل في دين الله الرأي وأن يقول في شئ من دين الله بالرأي والمقائيس، فقال أبو ساسان: فلما كان الليل دخلت على أبي عبد الله عليه السلام فقال لي: يا أبا ساسان لم يدعني صاحبكم ابن شبرمة حتى أجبته ثم قال: لو علم ابن شبرمة من أين هلك الناس ما دان بالمقائيس