عدوكم، وهو قول الله تبارك وتعالى: " ويشف صدور قوم مؤمنين ويذهب غيظ قلوبهم "، وإن مضيتم قبل ان تروا ذلك مضيتم على دين الله الذي رضيه لنبيه وبعثه عليه (1).
136 عنه، عن ابن فضال، عن علي بن عقبة، عن أبيه، عن سليمان بن خالد قال:
كنت في محمل أقرأ إذ ناداني أبو عبد الله عليه السلام: اقرأ يا سليمان وأنا في هذه الآيات التي في آخر " تبارك " " والذين لا يدعون مع الله إلها آخر، ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق، ولا يزنون، ومن يفعل ذلك يلق أثاما، يضاعف، " فقال: هذه فينا أما والله لقد وعظنا وهو يعلم أنا لا نزني، إقرأ يا سليمان: فقرأت حتى انتهيت إلى قوله " إلا من تاب وآمن وعمل صالحا فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات " قال: قف، هذه فيكم، انه يؤتى بالمؤمن المذنب يوم القيامة حتى يوقف بين يدي الله عز وجل فيكون هو الذي يلي حسابه فيوقفه على سيئاته شيئا فشيئا، فيقول: عملت كذا وكذا، في يوم كذا، في ساعة كذا، فيقول: أعرف يا رب قال: حتى يوقفه على سيئاته كلها كل ذلك يقول، أعرف، فيقول: سترتها عليك في الدنيا، وأغفرها لك اليوم، أبدلوها لعبدي حسنات، قال: فترفع صحيفته للناس، فيقولون: سبحانه الله، أما كانت لهذا العبد ولا سيئة واحدة فهو قول الله عز وجل " فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات " قال: ثم قرأت حتى انتهيت إلى قوله " والذين لا يشهدون الزور، وإذا مروا باللغو مروا كراما " فقال، هذه فينا، ثم قرأت " والذين إذا ذكروا بآيات ربهم لم يخروا عليها صما وعميانا " فقال: هذه فيكم إذا ذكرتم فضلنا لم تشكوا، ثم قرأت: " والذين يقولون ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين: إلى آخر السورة " فقال: هذه فينا (2).