الأول ان تعيين المدة للحركات الموجبة لاجتماع الذرات وتشكلها بشكل كرة الشمس مناقض للقول بقدم الذرات وحركاتها إذ القديم لا ينتهى إلى أمد فتحديد الحركات مبدءا ومنتهى كاشف عن حدوثها.
والثاني ان كل ذرة من الذرات لابد من أن تكون متشكلة بشكل مخصوص إذ الجسم الموجود في الخارج صغيرا كان أو كبيرا لا بد له من ذلك ولو كانت الذرات قديمة لكانت الاشكال قديمة فزوال الاشكال الأولية وتشكلها بشكل كرة الشمس دليل على حدوثها وحدوث الذرات فافحم الطبيعي أقول يرد عليه مضافا إلى ما ذكره العالم المناظر وجوه أخر.
الأول ان الحركات دائما في الزوال والتجدد فلا يتصور فيها القدم والوجوب مع أنها محتاجة في وجودها إلى محل تقوم به ولا يعقل مع الحاجة الا الحدوث.
والثاني ان الحركات الاضطرارية الطبيعية القديمة الثابتة للذرات بزعمه اما متماثلة أو متخالفة فان كانت متخالفة لم يعقل اجتماعها على كرة واحدة وهي كرة الشمس وان كانت متماثلة لم يعقل تبدل بعضها بكرة أخرى وهي كرة الأرض الا بعد زوال الحركات الأولية وتجددها بحركات أخرى مناسبة للكرة الجديدة وتجدد الحركات الجديدة وزوال الحركات الأولية دليل على حدوثها بل هو عين الحدوث.
والثالث انه على فرض تحدد حركات جديدة يلزم ان يتبدل تمام كرة الشمس إذ لا يعقل اجتماع حركتين مختلفتين في كرة واحدة يتعلق كل حركة منهما ببعض منها وبالجملة فهذه التبدلات التي اعترف بها مناقض للقول بالقدم واعترف بالحدوث من حيث لا يشعر.
ثم إن ما ذكره من اخذ الانسان من القردة بالانتخاب الطبيعي مستحيل بالضرورة إذ لا يعقل الانتخاب من الطبيعة المضطرة التي لا شعور لها وليت شعري أي داع دعاه إلى نسج هذه المخيلات الواهمية وأي مانع منعه عن التدبر في آياته الواضحة المنيرة نعوذ بالله تعالى من الغواية والعمى.