(لا يحل لك النساء من بعد ولا أن تبدل بهن) ثم نسخ هذا التحريم بقوله تعالى (يا أيها النبي انا أحللنا لك أزواجك اللائي هاجرن معك) الآية.
قال الشافعي رضي الله عنه فمن ذلك أن من ملك زوجة فليس عليه تخييرها وأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يخير نساءه فاخترته، ومن ذلك أن الله تعالى خيره صلى الله عليه وسلم بين أن يكون نبيا ملكا وعرض عليه مفاتيح خزائن الدنيا وبين أن يكون نبيا مسكينا فاختار المسكنة وهي أعلى المنزلتين ومن ثم أمره الله تعالى أن يخير زوجاته فربما كان فيهن من تكره المقام على الشدة تنزيها له، ومما خص به النبي صلى الله عليه وسلم أن جعل أزواجه أمهات المؤمنين. قال الشافعي. معنى قوله تعالى (وأزواجه أمهاتهم) في معنى دون معنى وأراد به أن أزواجه اللاتي مات عنهن لا يحل لاحد نكاحهن ومن استحل ذلك كان كافرا.
أما إذا تزوجها ولم يدخل بها ثم فارقها كالكلبية التي قالت أعوذ بالله منك.
فقال لها لقد استعذت بمعاذ الحقي بأهلك، فقيل إنه تزوجها عكرمة بن أبي جهل في خلافة الصديق أو خلافة عمر فهم برجمها، فقيل له انه لم يدخل بها فخلى عنها وقيل إن الذي تزوج منها الأشعث بن قيس الكندي. وقال القاضي أبو الطيب الذي تزوجها المهاجر ابن أبي أمية ولم ينكر أحد ذلك فدل على أنه اجماع، ومما خص به النبي صلى الله عليه وسلم ان الله فضل زوجاته على نساء العالمين. يا نساء النبي لستن كأحد من النساء ان اتقيتن، وقوله (يا نساء النبي من يأت منكن بفاحشة مبينة يضاعف لها العذاب ضعفين) إلى قوله تعالى (وتعمل صالحا نؤتها اجرها مرتين) فجعل حدهن مثل حد غيرهن لكمالهن وفضيلتهن كما جعل حد الحر مثلي حد العبد وكذلك حسناتهن مضاعفة لهن تفضيلا لهن وتشريفا، وقد قال الشافعي في كتاب أحكام القرآن الذي رواه عنه البيهقي، وابان من فضله من المباينة بينه وبين خلقه فرض عليهم طاعته في غير آية من كتابه، وافترض عليه أشياء خففها عن خلقه، قال العمراني وهذا أوضح معنى مما نقله المزني والله تعالى اعلم.