____________________
هو مدلول دليل الانفعال في الماء القليل. بل المراد اثباته انفعال المطر القليل بالملاقاة، ولكن لا مطلقا بل في حال التغير.
وأما المطر البالغ درجة الكرية إذا لاقى النجاسة وتغير بها وفرض سقوط إطلاق دليل الانفعال بالتغير مع إطلاق دليل اعتصام المطر بالمعارضة فلا يمكن الرجوع فيه إلى إطلاق دليل انفعال الماء القليل، كما هو واضح.
" الثالث " - التمسك في المقام بالنبوي " خلق الله الماء طهورا لا ينجسه شئ إلا ما غير لونه أو طعمه أو ريحه " (1)، فإن هذا الحديث يتميز عن سائر الروايات الدالة على انفعال طبيعي الماء بالتغير، بنكتة تجعله مقدما على إطلاق دليل اعتصام ماء المطر، وهي: إن الظاهر من الحديث أن الأحكام المذكورة فيه ثابتة للماء من حين خلق الله له، ولهذا جعلت أوصافا للماء، وأسند الخلق الإلهي إليه بما هو موصوف بتلك الصفات من الطهورية وعدم الانفعال إلا بالتغير، فإذا ضممنا إلى ذلك دعوى أن مياه الأرض الأصلية كلها خلقت بنحو المطر في ابتداء وجودها، فيثبت أن ماء المطر ينفعل بالتغير، لأننا لو بنينا على أن المطر لا ينفعل حتى بالتغير فهذا معناه أن الله خلق الماء لا ينجسه شئ حتى ما غير لونه وطعمه وريحه.
والحاصل: إن الحالة الأولية التي خلق عليها الماء منظور إليها بالخصوص في هذا الحديث، وحيث أن هذه الحالة هي حالة المطرية - بحسب الفرض - فلا يمكن تخصيص الحديث والالتزام بأن المطر لا ينفعل حتى بالتغير، لأن معنى ذلك - كما عرفت - أن الله خلق الماء بنحو لا ينفعل حتى بالتغير.
وهذا الوجه إذا سلمنا استظهاراته وفروضه، فهو غير تام مع ذلك لعدم التعويل على سند النبوي المذكور.
وأما المطر البالغ درجة الكرية إذا لاقى النجاسة وتغير بها وفرض سقوط إطلاق دليل الانفعال بالتغير مع إطلاق دليل اعتصام المطر بالمعارضة فلا يمكن الرجوع فيه إلى إطلاق دليل انفعال الماء القليل، كما هو واضح.
" الثالث " - التمسك في المقام بالنبوي " خلق الله الماء طهورا لا ينجسه شئ إلا ما غير لونه أو طعمه أو ريحه " (1)، فإن هذا الحديث يتميز عن سائر الروايات الدالة على انفعال طبيعي الماء بالتغير، بنكتة تجعله مقدما على إطلاق دليل اعتصام ماء المطر، وهي: إن الظاهر من الحديث أن الأحكام المذكورة فيه ثابتة للماء من حين خلق الله له، ولهذا جعلت أوصافا للماء، وأسند الخلق الإلهي إليه بما هو موصوف بتلك الصفات من الطهورية وعدم الانفعال إلا بالتغير، فإذا ضممنا إلى ذلك دعوى أن مياه الأرض الأصلية كلها خلقت بنحو المطر في ابتداء وجودها، فيثبت أن ماء المطر ينفعل بالتغير، لأننا لو بنينا على أن المطر لا ينفعل حتى بالتغير فهذا معناه أن الله خلق الماء لا ينجسه شئ حتى ما غير لونه وطعمه وريحه.
والحاصل: إن الحالة الأولية التي خلق عليها الماء منظور إليها بالخصوص في هذا الحديث، وحيث أن هذه الحالة هي حالة المطرية - بحسب الفرض - فلا يمكن تخصيص الحديث والالتزام بأن المطر لا ينفعل حتى بالتغير، لأن معنى ذلك - كما عرفت - أن الله خلق الماء بنحو لا ينفعل حتى بالتغير.
وهذا الوجه إذا سلمنا استظهاراته وفروضه، فهو غير تام مع ذلك لعدم التعويل على سند النبوي المذكور.