على اعتقاد ما يعلم الحق نفسه بنفسه في نفسه ويعلم كل شئ وعلى ما يفهمه رسوله من ربه، ويدخل فيها باب الفرار والمجاهدة والمكابدة.
143 - 2 ثم نقول: إذا صارت هذه الثلاثة ملكة النفس يستعد للدخول في قسم الأبواب الذي ملاك مقاماته أيضا ثلاثة:
144 - 2 أهمها الزهد، وهو الاعراض عما هو خارج عن ذاته من الاعراض والاغراض الظاهرة أولا، وعن الباطنة ثانيا، وعن كل ما هو غير ثالثا، ويتضمن الرجاء والرغبة والتبتل.
145 - 2 وثانيها الورع وهو الاحتراز عن كل ما فيه شوب انحراف شرعي أو شبهة مضرة معنوية، ويتضمن القناعة، وانه (1) صورة التقوى.
146 - 2 وثالثها الحزن على ما فات من الكمالات وأسبابها، ويتضمن الخوف والحذر والاشفاق والخشوع والاخبات.
147 - 2 ثم نقول: وبتملك ناصية هذه الثلاثة يستحق المعاملة اعطاء من حظوظها واخذا من حقوقها.
148 - 2 فاهم مقامات المعاملة الاخلاص، وهو تصفية كل عمل قلبي أو قالبي من كل شوب، ويتضمن التهذيب والاستقامة.
149 - 2 وثانيها المراقبة وهى دوام ملاحظة المتوجه إليه ظاهرا وباطنا، ويندرج فيه الرعاية والحرمة.
150 - 2 وثالثها التفويض، وهو كلة الأمور كلها قبل الرجوع وبعده إلى مجريها، علما بأنه اعلم بمصالحها وأشفق عليها وأقوى، وذلك لسبب هو التوكل، وبلا سبب هو الثقة، وفي مقابلة مزاحمة العقل والوهم هو التسليم.
151 - 2 فإذا تحققت النفس بهذه المقامات مع المداومة على الذكر بجمع الهمم ودفع الخواطر، يزول عنها احكام الكثرة ويظهر اثر وحدة جمعيتها، وهو القلب المختص بالنفس