في جرم القمر، اما الثانية العامة الإضافة الدائم الحكم. فمنها سريعة وهى الحركة العرشية الشاملة سائر الأفلاك والكواكب. ومنها مختلفة في البطؤ، وهى ما يضاف إلى سائر الكواكب، والثالثة ما لا يدوم حكمها وهى حركة رجوع الكواكب الخمسة الخنس المتحيرة، فإنها من بعض أحوال النور من حيث ظهوره في اجرامها، وهذا من قبيل انقسام العرض بانقسام محله.
873 - 4 فان قلت: أنوار سائر الكواكب غير القمر ليست من نور الشمس فكيف عد حركاتها من أقسامها (1)؟
874 - 4 قلنا: في ذلك قولان: أحدهما ان الكواكب بأسرها لا نور لها وانما تستفيد النور من الشمس، وثانيهما ان الكواكب لها نوعان من النور: مستفاد من الشمس وغير مستفاد منها، فبأن ان النور الشمسي يضاف إليه أنواع من الحركة من وجوه سائر الكواكب.
875 - 4 إذا عرفت أقسام حركة نور الشمس فاعلم أن الحركة المختصة بصورة الشمس الغير المستمرة كطلوعها من مغربها نظير احتجاب نور التجلي الرباني الذي به بقاء العالم، وحياته بعوده معنى إلى المقام الجمع الاحدى الذاتي الغيبي، وبذلك الاحتجاب فناء هذا العالم الذي يأتي بعده الحشر، ويسميه بعض الفضلاء: دولة الستر والفترة المقابلة لدولة العز والكشف، ولم يعلم سر ذلك، لأنه مبنى على القول بجمع اصباع الكمالات الأسمائية، لا كالخفاء الاطلاقي الأول الذي كانت تلك الكمالات مستهلكة في أحديته. هذا ما عندي والله أعلم بمراد الكمل.
876 - 4 واما حركة رجوع الخمسة الخنس فنظير رجوع احكام أمهات أسماء الألوهية الأربعة المكنى عنها عند أهل الحجاب بالحياة والعلم والإرادة والقدرة مع خامس الأربعة الذي هو حكم المرتبة الجامعة لها إلى الذات المقدسة بستر، وإليه يرجع الامر كله (123 - هود) فيظهر حكم الحالة الحجابية بعود التجلي نحو العالم الذي يلحقه الفناء