842 - 3 وأيضا ينبغي لك ان تعلم أن الأعظمية المختصة بالتعريف والدلالة تنقسم إلى قسمين: قسم داخل في مرتبة اللفظ والكتابة وهو المشار إليه في الآيات السابقة، وقسم خارج عنها وهو القسم الخامس ويختص بالانسان الكامل، فإنه من حيث كمال دلالته من حيث جمعه وأحديته وبرزخيته كامل الدلالة على حضرة الحق ذاتا وصفة وفعلا ومرتبة، غير أن هذه الدلالة لا تدخل في مرتبتي الفظ والكتابة. إلى هنا كلام الشيخ قدس سره في شرح الحديث.
843 - 3 وقال الشيخ مؤيد الدين الجندي في شرح الفصوص: واعلم أن الاسم الأعظم الذي اشتهر ذكره وطاب خبره ووجب طيه وحرم نشره من عالم الحقائق والمعانى حقيقة ومعنى، ومن عالم الصور والألفاظ صورة ولفظا.
844 - 3 اما حقيقة: فهي أحدية جمع جميع الحقائق الجمعية الكمالية كلها. واما معنى:
فهو الانسان الكامل في كل عصر وهو قطب الأقطاب حامل الأمانة الإلهية، خليفة الله ونائبه الظاهر بصورته.
845 - 3 واما صورته: فهو صورة كامل ذلك العصر، وعلمه كان محرما على سائر الأمم لما لم يكن الحقيقة الانسانية ظهرت بعد في أكمل صورته، بل كانت في ظهورها بحسب قابلية كامل ذلك العصر فحسب، فلما وجد معنى الاسم الأعظم وصورته بوجود الرسول أباح الله العلم به كرامة له.
846 - 3 واما صورته اللفظية فمركبة من أسماء وحروف تركيبا خاصا على وضع خصيص به ويعلمه من علمه الله بلا واسطة، بل رؤيا أو كشفا أو تجليا أو بواسطة مظهره الكامل، وقد اختلفوا فيه. والصحيح ان الله اخفى علمه عن أكثر هذه الأمة لما فيه من الحكم والمصالح ولم يأذن للكمل ان يعرفوا منه الا بعض أسمائه وحروفه التي يشتمل