ولكن هناك حالات مرضية عديدة يتعرض فيها الجنين للمخاطر ويتعين في بعض تلك الحالات اخراج الجنين رحمة بالجنين ذاته وليس شفقة ورحمة بالام. ومثال ذلك إصابة الام في أشهر الحمل الأولى بالحصبة الألمانية فان احتمال إصابة الجنين بالتشوهات الخلقية ترتفع إلى 70 بالمائة إذا كانت إصابة الام بالحصبة الألمانية في الشهر الثاني من الحمل ثم تقل النسبة بعد ذلك..
كما أن تعرض الام للعلاج بالأشعة أو بالعقاقير المضادة للسرطان يؤدي إلى تشوهات الجنين وفي أحيان كثيرة إلى قتله.. وفي تلك الحالات ينصح باجراء الاجهاض لا لان بقاء الجنين يؤدي إلى موت الام لا محالة بل لان بقاء الجنين يؤدي إلى تشوهات خلقية خطيرة أو إلى وفاة الجنين ذاته.. ويتعين عندئذ اخراجه من الرحم حتى لا ينتن ويتعفن.. ويعترض الفقهاء على الاجهاض في مثل هذه الحالات والحالات التي نتجت عن اغتصاب.. وخاصة بعد نفخ الروح. ولا يرون إمكان الاجهاض حتى لو علم يقينا أن الجنين مشوه.
أما الاجهاض قبل نفخ الروح فلم يتعرض له الشيخ القرضاوي لان الفقهاء اختلفوا فيه.. وكثير من الفقهاء اتفقوا على حرمته لان النطفة إذا استقرت في الرحم صارت إلى التخليق ومنها شيئا فشيئا.. والدليل على ذلك الأحاديث الواردة في التخليق ومنها قوله صلى الله عليه وسلم: " النطفة إذا استقرت في الرحم جاءها ملك فأخذها بكفه فقال أي رب مخلقة أم غير مخلقة؟ فان قيل غير مخلقة لم تكن نسمة وقذفتها الأرحام دما وان قيل مخلقة قال: أي رب ذكر أم أنثى؟ شقي أم سعيد؟
ما الاجل وما الأثر: وبأي أرض تموت قال فيقال للنطفة من ربك فتقول الله. فيقال من رازقك فتقول: الله. فيقال اذهب إلى أم الكتاب فإنك تجد فيه قصة هذه النطفة قال: فتخلق فتعيش في أجلها وتأكل في رزقها وتطأ في أثرها حتى إذا جاء أجلها ماتت فدفنت في ذلك ". رواه ابن مسعود وأخرجه ابن أبي حاتم.
وروى مسلم عن حذيفة بن أسيد قوله صلى الله عليه وسلم: " إذا مر بالنطفة اثنتان وأربعون ليلة (وفي رواية بضع وأربعون) بعث الله ملكا فصورها وخلق سمعها وبصرها وجلدها ولحمها وعظامها ".
ومما سبق يتبين ان التخليق يبدأ في النطفة بعد أن تستقر في الرحم أي بعد أن تصير علقة ومضغة.. وهذا ما يؤكده الطب أيضا. وأما نفخ الروح فشئ