مني يمنى، ثم كان علقة فخلق فسوى. فجعل منه الزوجين الذكر والأنثى.
أليس ذلك بقادر على أن يحيي الموتى) * (1).
وسيطول بنا المقام كثيرا هنا لو استعرضنا آيات خلق الانسان وأطواره..
من النطفة والماء المهين إلى العلقة العالقة بجدار الرحم.. إلى المضغة التي تتشكل وتتصور.. إلى العظام التي تبنى ثم إلى العضلات تنمو وتكسو العظام.. ثم تمر بأطوار أخر يشق فيها السمع والبصر.. ويتكون الدماغ والنخاع والأعصاب ويتكون الكبد والرئة والفؤاد.. ويقام هيكل جسم الانسان بالعظام المختلفة والمقادير والأحجام والاشكال.. مفصلة بمفاصلها.. مرتبطة بأوتارها.. مكسوة بلحمها (عضلاتها) التي تشدها وتحركها...
فسبحان من شملت قدرته كل مقدور وجرت مشيئته في خلقه بتصاريف الأمور يخلق ما يشاء.. * (يهب لمن يشاء إناثا ويهب لمن يشاء الذكور.. أو يزوجهم ذكرانا وإناثا ويجعل من يشاء عقيما) * (2).
وسبحان من خلق فسوى وقدر فهدى.. وجعل الزوجين الذكر والأنثى من نطفة إذا تمنى.. ثم صورها بعد ذلك في الأرحام تصويرا.. * (هو الذي يصوركم في الأرحام كيف يشاء) * (3).
والصلاة والسلام على خير الأنبياء والمرسلين محمد الهادي الأمين..
المبعوث رحمة للعالمين.. الذي أنار سبل الهداية وطمس طريق الضلال والغواية.. وتحدث عن مراحل خلق الانسان حديث من أطلعه الله على الغيب فتحدث عن النطفة حديث خبير عليم.. وأخبر اليهودي السائل أن الانسان يخلق من نطفة الذكر ونطفة الأنثى.. فأقر اليهودي قائلا: هكذا كان يقول من كان قبلك من الأنبياء والمرسلين.. وتحدث عن العلقة.. وكيف تخلق " إذا مر بالنطفة ثنتان وأربعون ليلة بعث الله ملكا فصورها وخلق سمعها وبصرها..