العلقة.. إلى المضغة واضح جلي.. وقد درسته من قبل دراسة وافية في كلية الطب ولكن دون تبصر أو ربط بالآيات الكريمة أو الأحاديث النبوية الشريفة.. أو كلام علماء الاسلام..
وكان جل همنا آنذاك أن نعبر الامتحان.. ولم يكن لنا مجال للفكر والتدبر في آيات الله التي نراها أمام أعيننا وأبصارنا.. * (فإنها لا تعمى الابصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور..) * وكان المنهج الذي ندرس على ضوئه يبعدنا إلى حد كبير عن الالتفات والتدبر ورؤية الخالق سبحانه وتعالى..
فأعدت الدراسة بعد ذلك على ضوء آخر الأبحاث في هذا المجال.. وساعدني في ذلك مجموعة من الكتب الطبية وأهمها كتاب " طفل يولد "... ACHILD " ISBORN " الذي وزعت من طبعاته المختلفة مليون نسخة.. والكتاب ثورة في علم الأجنة لأنه اعتمد على التصوير البارع للنطفة والعلقة والمضغة.. مرحلة بعد مرحلة وطورا بعد طور حتى لحظة الولادة..
ولم يعتمد كغيره من الكتب السابقة في علم الأجنة على ما تسقطه الأرحام وملاحظاتها وتشريحها فقط.. بل اعتمد أيضا على تصوير ما في الأرحام بواسطة منظار دقيق على رأسه كاميرا مثل رأس الدبوس التقط بها صورا فنية رائعة..
وصور بها حركات الجنين وتقلبه في الرحم.. بل صور ما يكتب على جبينه ويديه.. وكيف ومتى تظهر علامات الذكورة أو الأنوثة في ذلك الجنين المستكن في الرحم..
ورغم اختلافي التام مع منهج الكاتب والمصور إلا أنني أعترف بأنه لولا استعارتي لكثير من هذه الصور الجميلة الأخاذة لما كان في استطاعتي توضيح فكرتي وشرح الآيات والأحاديث المتعلقة بالخلق في الأرحام بهذا الجلاء والوضوح..
لهذه الأسباب مجتمعة ظننت أن الكتابة ستكون سهلة ميسورة.. فإذا بي أجد ما كتبت طويلا جدا.. والكتاب يعرض لتفاصيل في التفسير والحديث وكلام العلماء قل من يفهمها إلا من كان له المام بدراسة الكتاب والسنة...