وجلدها ولحمها وعظامها ".. وتحدث عن المضغة وتكون العظام ونفخ الروح. شارحا بذلك آيات الخلق والتكوين.. وآيات الابداع والتصوير..
فصلى الله عليه أكمل وأفضل ما صلى على أحد من الخلق أجمعين.. وعلى آله وصحبه ومن والاه إلى يوم الدين..
وبعد: فإن قصة خلق الانسان مرحلة بعد مرحلة وطورا بعد طور أمر مثير للاهتمام والتفكير.. والتعجب من هذه القدرة الباهرة التي تحول النطفة التي لا ترى إلا بتكبيرها مئات وآلاف المرات.. تحولها إلى إنسان كامل البنية سوي الخلقة بديع التكوين..
ولا شك أن قصة خلق الانسان لها أطوارا كثيرة.. وأولها بداية الخلق والطور الطيني وخلق آدم * (قل سيروا في الأرض فانظروا كيف بدأ الخلق) *.
* (ولقد خلقنا الانسان من سلالة من طين) * * (هو الذي خلقكم من طين ثم قضى أجلا وأجل مسمى عنده ثم أنتم تمترون) * * (إنا خلقناهم من طين لازب) *.
* (وإذ قال ربك للملائكة إني خالق بشرا من صلصال من حمأ مسنون..
فإذا سويته ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين..) * وقال المفسرون: الحمأ: الطين الأسود المنتن والمسنون: الذي أسن وتغير وهو صفة للحمأ.. ويقول العلم الحديث أن نشأة الحياة كانت من الطين الآسن.. طين المستنقعات التي تتصاعد منه الغازات الكريهة الرائحة.. وهي غاز الميثان METHANE وغاز كبريتور الهيدروجين S H 2 وغاز النشادر (الامونيا) AMMONIA وترى صورة ضخمة في قاعدة المتحف الطبيعي بلندن تصور كيف تجمعت هذه الغازات المنتنة من الحمأ المسنون لتكون الأحماض الأمينية ثم كيف تطورت هذه لتكون البروتينات وأهمها الحامض النووي الذي به سر الحياة..
ولقد حاولت محاولة جادة وطويلة دراسة البداية.. وتعلقها بنظرية التطور.. ودرست ما جاء في كتب علماء الاسلام وأعلام المفسرين من أمثال