فقال علي (ع): لسريع ما كذبتم رسول الله!
فلما عاد قنفذ إلى أبي بكر وأخبره بقول علي (ع) قال عمر لأبي بكر: لا تهمل هذا المتخلف عنك في البيعة.
فأرسل قنفذا إلى علي (ع) مرة أخرى، فقال لعلي [عليه السلام]: خليفة رسول الله يدعوك لتبايع.
فقال علي [عليه السلام]: سبحان الله، لقد ادعى ما ليس له!
فقام عمر ومعه جماعة وأتوا بيت فاطمة ودقوا الباب، فلما سمعت [فاطمة] أصواتهم نادت بأعلى صوتها: " يا أبت! يا رسول الله! ماذا لقينا بعدك من ابن أبي الخطاب!! ".
ثم أخرجوا عليا (ع) ومضوا به إلى أبي بكر..
فقال له: بايع!
فقال علي [عليه السلام]: أنا أحق بهذا الأمر منكم، لا أبايعكم وأنتم أولى بالبيعة لي.
فقيل له: لست متروكا حتى تبايع.
فقال: إن أنا لم أفعل فم؟
قالوا: إذن والله الذي لا إله إلا هو نضرب عنقك.
فقال: إذن والله تقتلون عبد الله وأخا رسول الله.
فقال عمر: أما عبد الله فنعم، وأما أهو رسول الله فلا!
وأبو بكر ساكت.. فقال له عمر: ألا تأمر فيه بأمرك؟!
فقال: لا أكرهه على شئ، ما كانت فاطمة إلى جنبه؟!
فلحق علي [عليه السلام] بقبر رسول الله يصيح وينادي:: " (ابن أم! إن القوم استضعفوني وكادوا يقتلونني) "!! (1) فهل بعد هذا يستطع أحد أن يعتمد قول المناوي وابن تيمية وغيرهما أو يذهب مذهبهم في ادعاء الاجماع في خلافة أبي بكر الصديق؟! أوليس قولهم هذا مثيرا للعجب حقا؟! وبأي شئ نفسره غير اتباع السياسة والتعصب والتقليد الذي يخفي عن الأبصار .