الخلاف العاشر في زمان أمير المؤمنين على رضى الله عنه بعد الاتفاق عليه وعقد البيعة له فأوله خروج طلحة والزبير إلى مكة ثم حمل عائشة إلى البصرة ثم نصب القتال معه ويعرف ذلك بحرب الجمل والحق أنهما رجعا وتابا إذ ذكرهما أمرا فتذكراه فأما الزبير فقتله ابن جرموز بقوس وقت الانصراف وهو في النار لقول النبي صلى الله عليه وسلم بشر قاتل ابن صفية بالنار وأما طلحة فرماه مروان ابن الحكم بسهم وقت الإعراض فخر ميتا واما عائشة رضى الله عنها فكانت محمولة على ما فعلت ثم تابت بعد ذلك ورجعت والخلاف بينه وبين معاوية وحرب صفين ومخالفة الخوارج وحمله على التحكيم ومغادرة عمرو بن العاص أبا موسى الأشعري وبقاء الخلاف إلى وقت وفاته مشهور وكذلك الخلاف بينه وبين الشراة المارقين بالنهروان عقدا وقولا ونصب القتال معه فعلا ظاهرا معروف وبالجملة كان على رضى الله عنه مع الحق والحق معه وظهر في زمانه الخوارج عليه مثل الأشعث ابن قيس ومسعود بن فدكي التميمي وزيد بن حصين الطائي وغيرهم وكذلك ظهر في زمانه الغلاة في حقه مثل عبد الله بن سبإ وجماعة معه ومن الفريقين ابتدأت البدعة والضلالة وصدق فيه قول النبي صلى الله عليه وسلم يهلك فيه اثنان محب غال ومبغض قال وانقسمت الاختلافات بعده إلى قسمين أحدهما الاختلاف في الإمامة والثاني الاختلاف في الأصول
(٢٧)