الصحابة وغيرهم ويبالغون في عصمة الأنبياء عليهم السلام عن الذنوب كبائرها وصغائرها حتى منع الجبائي القصد إلى الذنب الا على تأويل والمتأخرون من المعتزلة مثل القاضي عبد الجبار وغيره انتهجوا طريقة أبي هاشم وخالفه في ذلك أبو الحسين البصري وتصفح أدلة الشيوخ واعترض على ذلك بالتزييف والابطال وانفرد عنهم بمسائل منها نفي الحال ومنها نفي المعدوم شيئا ومنها نفي الألوان اعراضا ومنها قوله ان الموجودات تتمايز بأعيانها وذلك من توابع نفي الحال ومنها رده الصفات كلها إلى كون الباري تعالى عالما قادرا مدركا وله ميل إلى مذهب هشام بن الحكم في ان الأشياء لاتعلم قبل كونها والرجل فلسفي المذهب الا انه روج كلامه على المعتزلة في معرض الكلام فراج عليهم لقلة معرفتهم بمسالك المذهب الفصل الثاني الجبرية الجبر هو نفي الفعل حقيقة عن العبد واضافته إلى الرب تعالى والجبرية أصناف فالجبرية الخالصة هي التي تثبت للعبد فعلا ولا قدرة على الفعل أصلا والجبرية المتوسطة هي التي تثبت للعبد قدرة غير مؤثرة أصلا فاما من أثبت للقدرة الحادثة اثرا ما في الفعل وسمي ذلك كسبا فليس بجبري والمعتزلة يسمون من لم يثبت للقدرة الحادثة اثرا في الابداع والاحداث استقلالا جبريا ويلزمهم ان يسموا من قال من أصحابهم بان المتولدات افعالا لافاعل لها جبريا
(٨٥)