والمقابلة كما سمعتها من اخس المقالات واوهى المقابلات بحيث لا يستجيز عاقل ان يسمعها فكيف يرضى ان يعتقدها واعجب من هذا كله تاويلاته الفاسدة ومقابلاته بين الفرائض الشرعية والأحكام الدينية وبين موجودات عالمي الآفاق والأنفس وادعاؤه انه متفرد بها وكيف يصح له ذلك وقد سبقه كثير من أهل العلم بتقرير ذلك لا على الوجه المزيف الذي قرره الكيال وحمله الميزان على العالمين والصراط على نفسه والجنة على الوصول إلى علمه من البصائر والنار على الوصول إلى ما يضاده ولما كانت أصول علمه ما ذكرناه فانظر كيف يكون حال الفروع ح الهشامية أصحاب الهشامين هشام بن الحكم صاحب المقالة في التشبيه وهشام بن سالم الجواليقي الذي نسج على منواله في التشبيه وكان هشام بن الحكم من متكلمي الشيعة وجرت بينه وبين أبي الهذيل مناظرات في علم الكلام منها في التشبيه ومنها في تعلق علم الباري تعالى حكي ابن الراوندي عن هشام انه قال ان بين معبوده وبين الأجسام تشابها ما بوجه من الوجوه ولولا ذلك لما دلت عليه وحكى الكعبي عنه انه قال هو جسم ذوابعاض له قدر من الاقدار ولكن لا يشبه شيئا من المخلوقات ولا يشبهه شيء ونقل عنه انه قال هو سبعة أشبار بشبر نفسه وانه في مكان مخصوص وجهة مخصوصة وانه يتحرك وحركته فعله وليست من مكان إلى مكان وقال هو متناه بالذات غير متناه بالقدرة وحكى عنه أبو عيسى الوراق انه قال ان الله تعالى مماس لعرشه لا يفضل منه شيء عن العرش ولا يفضل من العرش شيء عنه
(١٨٤)