فإذا كان الاسلام بمعنى التسليم والانقياد ظاهرا موضع الاشتراك فهو المبدأ ثم إذا كان الاخلاص معه بان يصدق بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر ويقر عقد بان القدر خيره وشره من الله تعالى بمعنى ان ما اصابه لم يكن ليخطئه وما اخطأه لم يكن ليصيبه كان مؤمنا حقا ثم إذا جمع بين الاسلام والتصديق وقرن المجاهدة بالمشاهدة وصار غيبة شهادة فهو الكمال فكان الاسلام مبدأ والايمان وسطا والاحسان كمالا وعلى هذا شمل لفظ المسلمين الناجي والهالك وقد يرد الاسلام وقرينة الاحسان قال الله تعالى * (بلى من أسلم وجهه لله وهو محسن) * وعليه يحمل قوله تعالى * (ورضيت لكم الإسلام دينا) * وقوله * (إن الدين عند الله الإسلام) * وقوله * (إذ قال له ربه أسلم قال أسلمت لرب العالمين) * وقوله * (فلا تموتن إلا وأنتم مسلمون) * وعلى هذا خص الاسلام بالفرق الناجية والله اعلم 2 أهل الأصول المختلفون في التوحيد والعدل والوعد والوعيد والسمع والعقل نتكلم ههنا في معنى الأصول والفروع وسائر الكلمات قال بعض المتكلمين الأصول معرفة الباري تعالى بوحدانيته وصفاته ومعرفة الرسل باياتهم وبيناتهم وبالجملة كل مسألة يتعين الحق فيها بين المتخاصمين فهي من الأصول ومن المعلوم ان الدين إذا كان منقسما إلى معرفة وطاعة والمعرفة أصل والطاعة فرع فمن تكلم في المعرفة والتوحيد كان أصوليا ومن تكلم في الطاعة والشريعة كان فروعيا فالأصول هو موضوع علم الكلام والفروع هو موضوع علم الفقه وقال بعض
(٤١)