6 - الصالحية أصحاب صالح بن عمر الصالحي والصالحي ومحمد بن شبيب وأبو شمر وغيلان كلهم جمعوا بين القدر والارجاء ونحن وان شرطنا ان نورد مذاهب المرجئة الخالصة الا انه بد لنا في هؤلاء لانفرادهم عن المرجئة بأشياء فاما الصالحي فقال الايمان هو المعرفة بالله تعالى على الاطلاق وهو ان للعالم صانعا فقط والكفر هو الجهل به على الاطلاق قال وقول القائل ثالث ثلاثة ليس بكفر لكنه لا يظهر الا من كافر وزعم ان معرفة الله تعالى هي المحبة والخضوع له ويصح ذلك مع حجة الرسول ويصح في العقل ان يؤمن بالله ولا يؤمن برسوله غير ان الرسول عليه الصلاة والسلام قد قال من لا يؤمن بي فليس بمؤمن بالله تعالى وزعم ان الصلاة ليست بعبادة الله تعالى وانه لا عبادة له الا الايمان به وهو معرفته وهو خصلة واحدة لا يزيد ولا ينقص وكذلك الكفر خصلة واحدة لا يزيد ولا ينقص واما أبو شمر المرجىء القدري فإنه زعم ان الايمان هو المعرفة بالله عز وجل والمحبة والخضوع له بالقلب والاقرار به انه واحد ليس كمثله شئ مالم تقم عليه حجة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام فإذا قامت الحجة فالاقرار بهم وتصديقهم من الايمان والمعرفة والاقرار بما جاءوا به من عند الله غير داخل في الايمان الأصلي وليست كل خصلة من خصال الايمان ايمانا ولا بعض ايمان فإذا اجتمعت كانت كلها ايمانا وشرط في خصال الايمان معرفة العدل يريد به القدر خيره وشره من العبد من غير ان يضاف إلى الباري تعالى منه شيء
(١٤٥)